المسؤول والكاتب.. والتفاعل المطلوب

يشتكي بعض كتاب الرأي من عدم تفاعل معظم المسؤولين مع ما ينشر في الصحافة من آراء ونقد.. ويفرحون حينما يجدون من يقول إن ما كتب غير دقيق أو يحتاج إلى تصحيح أو إيضاح، ولا يجدون غضاضة في التطرق لهذا الأمر في مقال لاحق.. ولعل الاستثناء الوحيد من قاعدة عدم التفاعل مع الصحافة هو الأمير سلمان بن عبد العزيز على الرغم من مشاغله ومسؤولياته الكبيرة في كل المواقع التي عمل فيها.. "ولا أقول ذلك مادحاً" وإنما أقول حقيقة يعرفها الجميع .. كان الأمير سلمان وما زال على مر عقود من الزمن متابعاً واعياً ودقيقاً لكل ما ينشر من بحوث ومقالات وبالذات ما يتطرق للتاريخ من تلك البحوث والمقالات.. وكم من مرة رد بقلمه ليس كمسؤول وإنما كمثقف متابع على أحد الزملاء لإيضاح الحقيقة له.. وليس هذا فقط بل إنه يعمد وفي اليوم الذي ينشر فيه المقال نفسه أحيانا إلى الاتصال هاتفيا بالكاتب لاستجلاء ما يقصده وصولا للحقيقة وخدمة للكلمة الصادقة التي يستقيم معها المعنى ويتحقق بها الهدف.. أذكر أنه قد أشار لي وأنا أسلم عليه في إحدى المناسبات الرسمية أن أتصل به بعد الحفل لملاحظة على مقال لي نشر في اليوم نفسه.. وفعلاً اتصلت بعد الحفل وهو في المنزل وقت راحته فإذا هو يرد بكل أريحية ويوضح لي بعض الجوانب التي كانت غائبة عني عند كتابة المقال.. وليس هذه الاتصالات الجميلة والشفافة من الأمير سلمان خاصة بكاتب عن كاتب وإنما أثق أنها مرت على معظم كتاب الرأي الذين يعرفونه صديقا لأهل الرأي والفكر يتفاعل معهم ويتجاوب مع ما يكتبون ويقدم لهم المعلومة الصحيحة التي تساعدهم على الارتقاء بمستوى طروحاتهم خدمة للوطن والمواطن.
وأخيراً: كم نتمنى أن يتخذ كل مسؤول سلمان بن عبد العزيز قدوة له في التفاعل مع ما ينشر في الصحافة والمؤمل من وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، الذي أبدى أكثر من مرة تعاطفه مع الإعلاميين والكتاب في هذا الجانب، أن يواصل مساعيه المعروفة لدى الوزراء والمسؤولين للتفاعل مع الصحافة اقتداء بولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الذي رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة يعطي جزءا من وقته الثمين للتفاعل مع ما يكتب في الصحافة خدمة للمواطن الذي تمثل الصحافة لسانه ويعتبر الكاتب ممثلا له يدافع عن مصالحه ويراقب مستوى الخدمات المقدمة له في دولة تعطي الكثير لمواطنيها، لكن سرعة التنفيذ وحسن الأداء يشوبهما الكثير من الإشكالات التي تتطلب لفت النظر إلى مواطن التقصير بأسلوب إيجابي يتسم بالتوازن والموضوعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي