كيف نجح عبد الله عايد العصيمي؟

شهدت أجنحة عديدة في معرض الكتاب الدولي في الرياض إقبالاً كبيراً. كانت أغلبها تشترك في بيع الكتب، في حين كان هناك جناحٌ يختلف عنها، لكنه نافسها في الشعبية والاهتمام. هذا الجناح هو جناح "فريم ستوديو" للتصوير. الجميل في هذا الاستوديو المزدحم بالزبائن، الذين ينتظرون دورهم للحصول على صورة، أنه تحت إدارة شباب سعودي يتحلى بالابتسامة والطموح، يقودهم عبد الله عايد العصيمي (مواليد 1987).
استطاع هذا الاستوديو في عشرة أيام فقط أن يلتقط ما يربو على أربعة آلاف صورة بمعدل 20 ريالاً لكل صورة. أي أنه حقق دخلاً يصل إلى نحو 80 ألف ريال سعودي في غضون أيام قليلة.
نجح عبد الله في إسعاد أربعة آلاف شخص وذويهم عبر صورة التقطها فريقه وطبعها وغلّفها بشكل أنيق يحفظها ذكرى جميلة مدى الحياة.
يملك عبد الله حساً فنياً عالياً ومهارة في التصوير.. آمن بموهبته وسخّر كل إمكاناته لصقلها وتطويرها.
يعلم عبد الله جيداً أن النجاح الحقيقي يحتاج إلى عنصريْن مهميْن: التركيز والعمل الجماعي؛ لذلك آثر أن يستثمر في هذه الموهبة ويتفرغ لها. افتتح استوديو خاصاً في التخصُّصي يعمل فيه أصدقاؤه الذين يثق بملكاتهم الإبداعية.
أرجأ متابعة دراسته ليكمل أحلامه الضوئية. الإنسان لا يمكن أن يركض في مضماريْن في آن واحد.
حاول والداه وأقاربه أن يثنوه عن قرار التفرُّغ للتصوير، إلا أنه تمسّك بإيمانه بالصورة. لكن عندما شاهدت أسرته نجاح ابنها وسعادته أصبحت من أشد المؤازرين والداعمين له؛ ليستمر في تألقه ونجاحاته.
لا يملك عبد الله موهبة وإمكانات تصويرية مشرقة فحسب، وإنما يملك روحاً جميلة تسكنه، تجعله يصبح صديقك من أول لقاء.
الكثيرون يملكون كاميرات وإمكانات ضوئية واعدة ومشجعة. لكن القليل بادلوا الموهبة كرمها بمنحها ما تستحق من وقت وعناية حتى كبرت وأينعت.
يقول أحمد شوقي:
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
ها هو عبد الله يحقق اليوم نجاحاً تلو الآخر مستعيناً بإقدامه وإرادته وإيمانه، التي كسرت كل التحديات والمقاومة التي واجهته.
ثمة فرص عظيمة أمام كل فرد منا، لكنها تحتاج إلى إرادة كالتي يتسلح بها عبد الله لنعانقها.
الفرص كالمطر بوسعها أن تزهر حياتك أو تجرفها.. تعتمد على مدى استعدادك واستقبالك لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي