650 ألفا
الحدث هو المزاد على أرقام لوحات السيارات المميزة. اجتمع المزايدون في صالة انتظار صغيرة. وكان المزاد أشبه بـ "حراج" السيارات وليس مزادا تنظمه منشأة حكومية. حققت أعلى لوحة سعر 650 ألف ريال.
بدا الوضع غير منظم وفيه من الاجتهادات الشخصية الكثير. أغلب الجالسين لم يشاركوا في المزاد ـــ كما لاحظت. الصراخ كان الوسيلة لإيصال السعر. بقيت مجموعة من الحضور مثل "الأطرش في الزفة".
اختفت كل علامات الاهتمام بالمزاد، وأدى ذلك إلى البيع بأسعار غير ما يتوقعه من شاهد مزادات اللوحات في دول العالم الأخرى. لم يكن هناك أرقام أو لوحات يحملها الأشخاص الذين يحق لهم المشاركة، وإنما يؤشر الشخص بيده أو يومئ برأسه كوسيلة لإيصال المعلومة.
الاكتظاظ الذي لوحظ يوضح أن كل من "هب ودب" دخل الصالة، أعتقد أن بعضهم كانوا مراجعين لا علاقة لهم بالمزاد، فالعدد تجاوز 100 شخص في صالة مقاعدها تقارب ربع هذا العدد، برغم أن المزاد ليس الأول ولن يكون الأخير.
بقيت الحساسية التي نسمعها من كل موظف عام عندما يصور شخص موقفاً يحدث في الشارع، "لا تصور يا شيخ" هي العبارة التي كنا نسمعها طيلة المزاد. أعتقد أن من المهم أن تصور الجهة ـــ نفسها ـــ عملية المزاد سواء للمرجعية أو الرقابة أو التوثيق أو حتى التعليم للمستقبل.
أعتقد أن منظمي المزاد التزموا بتعليمات المزادات الحكومية، وخصوصاً تلك التي تستدعي وجود ممثلي الجهات الرقابية، ولكنني لم ألاحظ سوى "يد" ممثل منظم المزاد، إن كانت هناك جهة منظمة من الخارج، لأن أحد موظفي المرور كان يتدخل بطريقة لم أفهمها في توجيه المزايدين. لم يكن دور هذا الموظف واضحاً، لكنني أظنه ليس مخولاً لفعل ما كان يفعله في أثناء المزاد.
شاهدت في الماضي مزادات حكومية وخاصة من هذا النوع، وأظن مرور مكة سار على نهج القطاعات الحكومية الأخرى.
يفرض التطور وأهمية الشفافية في التنظيم والدقة في الإدارة الاهتمام بالمظهر العام، والتعريف بالمزايدين والحصول منهم على ضمانات مالية تسمح لهم بدخول القاعة كأولوية، ومن ثم السماح لآخرين بالحضور "إن توافرت مقاعد".
كما أُثنِّي على أهمية تصوير هذه المزادات ليمكن نقدها وتطويرها وترتيبها بشكل أفضل في المستقبل.