السوق السعودية .. قمة جديدة ومستويات سيولة منخفضة
عادت السوق المالية السعودية إلى التداولات بعد إجازة عيد الفطر المبارك، بقمة سنوية جديدة ولكن بمستوى سيولة متراجع. فقد أغلق مؤشر السوق المحلية TASI عند مستوى 8131 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي، وهي أعلى قمة سنوية تشهدها السوق المالية في تداولات هذا العام، رغم تراجع قيمة التداولات إلى 4.8 مليار يومياً في الأيام الثلاثة الماضية، ويعد الأقل مقارنة بمعدل تداولات السوق في آب (أغسطس) الجاري البالغ حتى الآن 5.2 مليار ريال يومياً، وهما أقل من معدل تداولات السوق المحلية لهذا العام البالغ خلال الأشهر السبعة الماضية 5.75 مليار ريال.
وحقق مؤشر السوق السعودية TASI في تداولات الأسبوع الماضي مكاسب بلغت 59 نقطة بإغلاق المؤشر عند مستوى 8131 نقطة مقارنة بإغلاقه في نهاية تداولات رمضان المبارك، الموافق 5 آب (أغسطس)، عند مستوى 8072 نقطة ليرتفع المؤشر بنسبة 0.7 في المائة.
وجاء ارتفاع مؤشر TASI في تداولات الأسبوع الماضي بدعم من قطاعات البتروكيماويات الذي ارتفع مؤشره بنسبة 2 في المائة، والأسمنت الذي ارتفع مؤشره بنسبة 1.8 في المائة، والتشييد البناء الذي ارتفع مؤشره بنسبة 2.35 في المائة، والاستثمار العقاري الذي ارتفع مؤشره بنسبة 1.5 في المائة. أما القطاعات الأكثر ارتفاعاً فكانت قطاع الفنادق الذي ارتفع مؤشره بنسبة 6.4 في المائة، وقطاع النقل الذي ارتفع مؤشره بنسبة 4.7 في المائة.
أما القطاعات المتراجعة في تداولات ما بعد العيد فهما قطاعا الاتصالات والتطوير العقاري بنسبة 1.2 في المائة لكل منهما.
#2#
أما قيمة التداولات فبلغت أدنى مستوى لهذا العام، حيث بلغت 4.8 مليار ريال يومياً، وهي أقل من المعدل السنوي لهذا العام البالغ 5.75 مليار ريال يومياً. وقد حافظ قطاع المصارف على حصته المرتفعة منها بنسبة 10.9 في المائة، كما ارتفع نصيب قطاع البتروكيماويات إلى 19.3 في المائة، وحافظ قطاع التطوير العقاري على حصته من قيمة التداولات الأسبوعية بنسبة 14.4 في المائة.
واستمر نصيب قطاعات أخرى في التراجع كقطاع التأمين الذي تراجع نصيبه من قيمة تداولات الأسبوع الماضي إلى 11.8 في المائة مقارنة بالمعدل السنوي للقطاع البالغ 22.25 في المائة، وكذلك قطاع التجزئة الذي بلغ نصيبه من قيمة التداولات 4.9 في المائة في الأسبوع الماضي مقارنة بمعدله السنوي البالغ 9.2 في المائة، وقطاع الزراعة الذي تراجع إلى 5.8 في المائة مقارنة بمعدله السنوي البالغ 7.25 في المائة.
السوق فنيًّا لا تزال في وضع إيجابي، ولا يزال المسار العام للمؤشر هو المسار الصاعد، وتظهر الإيجابية الفنية في إغلاق مؤشر TASI فوق متوسطاته الأسية المتحركة 50 يوما عند مستوى 7700 نقطة، ومتوسط 200 يوم عند مستوى 7300 نقطة، ولا تزال المتوسطات المتحركة في ترتيب إيجابي فني بإغلاق متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم.
قراءة المؤشرات الفنية تشير إلى توقع جني السوق المالية لأرباحها في الفترة المقبلة، حيث يغلق مؤشر القوة النسبية RSI فوق مستوى 70 وهو مستوى الخطورة في هذا المؤشر. أما مؤشر تدفق السيولة MFI فقد اصطدم بمقاومته عند مستوى 66 ويغلق حالياً دون هذه المقاومة. أما مؤشر الحجم VOLUM فهو في اتجاه هابط معاكس لمؤشر السوق، وهذا الانحراف السلبي يعني توقع انعكاس مؤشر TASI في الفترة المقبلة. وتؤكد قراءة مؤشر البولينجر توقع دخول السوق في مرحلة جني الأرباح، حيث يغلق TASI دون خط المقاومة لمؤشر البولينجر.
ومن المتوقع في تداولات الشهر الجاري أن تشهد السوق المحلية عملية جني أرباح بعد موجتها الصاعدة التي نجحت فيها بتحقيق أعلى مستوى لها، وقمة سنوية جديدة لم تشهدها السوق المحلية من تداولات 2008، مع بقاء المؤشر في مساره العام الصاعد فيما تبقى من تداولات هذا العام، فاختراق مؤشر TASI لمستوى 8000 نقطة في تداولات آب (أغسطس) الجاري سينعكس إيجابيا على ثقة المتعاملين مع السوق المحلية، يعزر ذلك التحسن المتوقع في أرباح شركات السوق في الربع الثالث.
أما نقاط الدعم التي تنتظر مؤشر TASI في الفترة المقبلة فهي نقطة دعم متوسط 20 يوما عند مستوى 7850 نقطة بحسب قراءة مؤشر البولينجر، وهي قريبة من مقاومة 7895 نقطة قمة المؤشر في 2012.
وإذا فشلت نقطة دعم متوسط 20 يوما في دعم مؤشر السوق فإن نقطة الدعم التالية هي متوسط 50 يوما عند مستوى 7700 نقطة. وعلى الرغم من توقع جني أرباحها إلى الفترة المقبلة إلا أن مؤشر TASI سيظل في مساره الصاعد الذي بدأه من قاع 6462 نقطة في نهاية تداولات تشرين الأول (نوفمبر) الماضي، ولا يمكن الحكم فنيًّا بانعكاس المؤشر من مساره الصاعد ما لم يكسر هبوطاً نقطة دعم خط اتجاهه الصاعد عند مستوى 7500 نقطة، كما لا يمكن الحكم فنيًّا على سلبية المؤشر في ظل بقائه فوق متوسط 200 يوم عند مستوى 7300 نقطة، وفي ظل بقائه متوسط 50 يوما فوق متوسط 200 يوم.
أما تراجع مستويات السيولة إلى ما دون معدلها السنوي البالغ 7.75 مليار ريال يومياً فسيكون له أثر معزز لتوقعات جني الأرباح في الفترة المقبلة. فيما إذا استمر مؤشر السوق في الارتفاع إلى مستويات أعلى من مستوياته الحالية، مصحوبا بتراجع السيولة، فإن ذلك سيزيد من الخطورة الفنية للمؤشر TASI، بل سينعكس سلبياً على التوقعات الإيجابية للمؤشر فيما تبقى من تداولات العام الجاري.
استشاري التطوير المالي