التشهير بالفاسدين
نشرت "الاقتصادية" تقارير عدة حول الجهود التي تبذلها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ''نزاهة''، التي أُنشئت للحد من انتشار الفساد في المملكة. من المؤكّد أن مهمة هيئة نزاهة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، فالفساد آفة الشعوب، وهو عدو الإفصاح والشفافية والمحاسبة والنزاهة بشكل عام، فما تحاول نزاهة وقفه هو الممارسات غير المشروعة للفاسدين لنهب مقدرات البلد أو تحويل النظام العام فيه، لكي تعمل لمصلحتهم أو لمصالح ذويهم دون وجه حق.
سوف تجد "نزاهة" الكثير من المعوِّقات في تحقيق أهدافها، ولن يعدم المفسدون الحيل لعرقلة جهود "نزاهة"، ففي ظل الوضع الحالي يعيش الكثير من الفاسدين بين الناس يسرحون ويمرحون متمتعين بما نهبوه من خيرات البلاد دون وجه حق، مع أن الأصل أن الفساد عار يلحق بصاحبه في الدنيا قبل الآخرة.
المملكة تحتاج إلى تشريع يسمح بالتشهير بالفاسدين في وسائل الإعلام كافةً المسموعة أو المقروءة أو المرئية، وذلك بعد إثبات جريمة الفساد عليهم، حتى لا يهنأوا، أو يهنأ ذووهم بما نهبوه من خيرات البلاد ظلماً وعدواناً، تشريع يجعل من الفساد جريمة مخلة بالشرف، لا يمكن لصاحبها أن يحتل أيَّ منصب أو يعيَّن في أيِّ وظيفة عامة مهما صغر شأنها، أو أن يمارس أيَّ دور ذي قيمة في المجتمع.
لا شك أن عقوبة التشهير ستكون أكثر إيلاماً للفاسد من أعوام يقضيها في السجن ليخرج بعدها إلى المجتمع سليماً معافى ليعيش فيه كشخص طبيعي.