موسم الوداع أم موسم الضياع؟

ودعت الكرة السعودية موسمها بأحداث متناقضة ومثيرة للجدل، وتفنن الإعلام في صياغة القضايا وبالغ في تعظيمها. وكانت إحدى وسائل الضغط التي وجهتها الأندية أثناء الموسم تضارب التقارير مع القرارات التي اتخذت بحق الخارجين عن القانون حسب تقاريرهم، فاستطاعت بعض الأندية أن تتجاوز هذه الأزمة وتعيد حقوقها التي سلبت منها بطرق قانونية مع ضغط إعلامي عبر الصحف والقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي لتوضيح سلامة الموقف بينما استسلم بعض الأندية لقرارات اللجان ولم تعترض أو تستأنف أي قرار لقناعتهم بارتكاب الخطأ، كما تكرر سيناريو الموسم الذي سبقه في تعطيل حقوق الأندية من النقل التلفزيوني والشركات الراعية للدوري السعودي.
مارد الأحساء نادي الفتح استطاع أن يأخذ القسم الأكبر من كعكة بطولات الموسم الرياضي حيث حقق النموذجي ما عجز عن تحقيقه أصحاب الملايين عندما حسم لقب الدوري قبل جولتين من نهايته حتى صار رقماً صعباً في كرة القدم السعودية. الفتح صاحب الأفضلية أمامه مشاركة آسيوية صعبه وشاقة في الموسم القادم، فهل يجد أبناء الأحساء من يعينهم على هذه المشاركة الدولية مادياً ومعنوياً كنوع من التحفيز والمؤازرة كونهم سيشاركون باسم الوطن؟، وهل رصدت رابطة دوري المحترفين مبلغ خمسة ملايين لكل ناد لديها يشارك آسيوياً؟، أكثر من علامة استفهام إن لم تتخذ هذه التدابير في الاعتبار.
الهلال حقق أكبر عدد من البطولات واستطاع أن يحقق جميع الألقاب رغم احتكاره لبطولة كأس ولي العهد لعدة مواسم سابقة، وتمسك بهذه البطولة للمرة السادسة ويحاول الهلاليون مزاحمة الفتح على لقب بطولة الدوري إلا أن الفريق الهلالي لم بكن مهيأ من الناحية الفنية والعناصرية لذا لم يقدم الهلال هذا الموسم العطاء الذي يشفع له بأن ينال بطولة الدوري ولم يتخط دور الـ 16 من دوري المحترفين الآسيوي كما تعثر في دور الثمانية في كأس الملك للأبطال، ولكني أكاد أجزم أنه لا خوف على الهلال طالما أنه يمتلك كوكبة من نجوم المنتخب السعودي أمثال العابد والفرج والدوسري والشهري.
يبقى نادي الاتحاد عميد أندية الوطن وعريسها بحصوله على أغلى ألقاب الموسم كأس الملك للأبطال عندما تغلب على ظروفه وعزل نجومه الصغار عن ما يدور داخل أروقة النادي من مشكلات إدارية وظروف مادية وتراشقات إعلامية بين بعض الشرفيين التي كادت تعصف بالاتحاد وتبعده عن منصات التتويج لعدة مواسم وتقتل طموح أبنائه المعتادين على أجواء البطولات في السنوات الماضية. لقد عاد العميد بثوبه الجديد، عاد لدوري المحترفين الآسيوي عبر بوابة الفتح ثم الهلال فالشباب وهي أقوى الفرق في الدوري السعودي كون الفتح الأول والهلال الثاني والشباب الثالث.
لقد أثبت الاتحاد أنه قادر على العودة لسماء البطولات بسرعة الضوء رغم أن الفريق كان يعاني عدم نجاح الأجانب وتغيير المدربين، إلا أن ردة فعل شباب الاتحاد كانت أقوى من هذه المشكلات.
من غرائب هذا الموسم أن الشباب والأهلي لم يقدما في المسابقات المحلية عطاء بحجم ما قدماه آسيوياً، وهذا يعطي دلالة على أن تركيز اللاعبين بين آسيا والدوري السعودي، وهذا جلب الإرهاق وعدم الراحة للاعبين مما أثر في عطاء الفريقين في المسابقات المحلية، الشباب لعب على النهائي وكاد يحقق البطولة لولا تخبطات برودوم في النهائي عندما اكتفى بمهند عسري في المقدمة رغم جاهزية ناصر وتيجالي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي