عندما تكون المرأة في مجلس الشورى

تزامنا مع قرب بدء الدورة السادسة الجديدة لمجلس الشورى، أود التأكيد أن قرار خادم الحرمين الشريفين بانضمام المرأة، في مناسبة افتتاح السنة الثالثة من الدورة الخامسة لمجلس الشورى. كان هذا القرار حكيما يعبر عن رأي سديد وحكمة وبعد نظر وتعزيز لدور المرأة الذي تبنته الدولة السعودية منذ إنشائها. ربما كان القرار مفاجئة للبعض ولكنه تطور طبيعي متوقع من القيادة الحكيمة، والتي دعمت إشراك المواطن اتخاذ القرار على مستوى المجلس البلدي ومجلس الشورى والمجالس الاستشارية، إضافة إلى سياسة فتح الأبواب التي يدعو إليها خادم الحرمين بين الحين والآخر منذ بداية حكمة، ويؤكد فيها بذلك على الوزراء وأمراء المناطق وكل المسؤولين على مختلف مستوياتهم. تجديد دور المرأة ليس بالشيء غريب على مجتمعنا الإسلامي، حيث إن أول امرأة دخلت الإسلام كانت السيدة خديجة بنت خويلد ـــ رضي الله عنها ـــ وأول شهيدة في سبيل الله كانت السيدة سمية ـــ رضي الله عنها ـــ مما كان له الأثر الكبير في بناء دوله الإسلام، والله ـــ عز وجل ـــ هو أعلم بوضع هذا الشرف الكبير لهن وأعلم بمكانة المرأة وتأثيرها في ذلك المجتمع المسلم.
سمعت من أحد أعضاء مجلس الشورى السابقين أنه قبل عقد من السنين، وفي الدورة الثانية تقريبا، انشغل مجلس الشورى بكيفية إسهام المرأة في قضية تخصها، وهي اقتراح التقاعد المبكر، والذي كان مطروحا في ذلك الحين. ربما عد المجلس ذلك إنجازا عندما دعا عددا من الأكاديميات والإعلاميات وصاحبات الرأي ليسهمن في صياغة هذا الموضوع ويعبرن عن شعورهن لأمر يمس حياتهن العملية.
قد ترى بعض النساء أن قرار خادم الحرمين الملك عبد الله تتويج لعملهن ومكافأة لاجتهادهن واستكمال لما مهدته الدولة لهن من سبل حتى تمكن من الوصول إلى نائبة وزير ووكيلة جامعة وعملت مسؤولة في هيئات الأمم المتحدة إضافة إلى ذلك نرى المرأة السعودية استشارية في المستشفى ومسؤولة في التعليم وكاتبة مبدعة وإعلامية متميزة وأديبة وشاعرة.
لا أجامل إن قلت إني على ثقة بأن من يستحققن العضوية بمجلس الشورى كثر، وأن دولتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ قد تحار فيمن تختار من هذه الكوكبة.وبغض النظر عن عدد من يدخلن عضوات في مجلس الشورى، فإنها فرصة يجب أن نحمد الله عليها أولا ونجزل الشكر لخادم الحرمين الشريفين. وأملي ألا تتقوقع العضوات في أنوثتهن وألا يحصرن اهتمامهن فيما يخص المرأة فقط، فهن سعوديات يحملن هم المجتمع السعودي كاملا كبيره وصغيره غنيه وفقيره والموظف والعاطل والمواطن والمقيم والأرض والبيئة. وختاما، نجاح المرأة العضو في مجلس الشورى هو نجاح لكل امرأة وكل رجل سعودي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي