مما يشجع المرأة على العمل

يؤكد كثير من الإعلاميين وأصحاب الرأي والفكر وأصحاب القرار والمسؤولين، ويدعي بعضهم وبنسب مختلفة دعمهم وتعاطفهم مع أي تحرك ومطالبة للمحافظة على حقوق المرأة. توجد في بعض المجتمعات قوانين وأنظمة لتعزيز وتوضيح الحقوق والواجبات لأي فرد في المجتمع ومنهم المرأة, مع ذلك, توجد إجراءات وأساليب واضحة تخدم هذه الأنظمة وتعمل على تفعيلها، يقوم المجتمع بتوعية أفراده عن طريق مبادرات مختلفة وبرامج إعلامية ومناهج مدرسية وأنشطة غير صفية لتوعية المرأة منذ الصغر بحقوقها وواجباتها.
لاحظت من خلال تعاملي مع أساتذة الجامعة, من الجنسين, وتواصلي اليومي مع الموظفين في مختلف القطاعات في بريطانيا أن أغلب الآداب ورقي التعامل التي يدعو إليها الإسلام مقننة بشكل يحد من أي تصرف غير سليم, هذه القوانين تدعم حتى الإحساس أو الشك بأي تصرف مريب, وللطرف المعني الحق بالشكوى مع ضمان الخصوصية.
معظم بيئات العمل الموجودة في ذلك المجتمع مهيأة لعمل المرأة, سواء الأنظمة والإجراءات أو الخدمات. كما تقوم المؤسسات والجامعات بتوعية أي قادم جديد, موظف أو طالب, بحقوقه وواجباته وحتى الزوار أو مراجعي هذه المؤسسات يجدون تعليمات كافية لضبط سلوكهم داخل المؤسسة, فعلى سبيل المثال, قابلت ممرضات مسلمات بريطانيات في بعض المستشفيات, وقد أحسست بفخرهن واعتزازهن بمهنة التمريض وشعورهن بالأمان الوظيفي والمجتمعي الشخصي, شدني الفضول لبحث أسباب دخول الممرضات المسلمات في المجتمع غير المسلم وتردد المسلمات عن العمل بين المسلمين في مهنة التمريض في بعض البلدان العربية والإسلامية. زادت دهشتي عندما علمت وجود العديد من القوانين الصادرة من البرلمان باقتراح من الحكومات المختلفة عبر العقود الماضية, التي اتفق عليها أغلب الأحزاب البريطانية, والتي تهتم بتنظيم عمل الممرضة داخل المنشأة الصحية، تعمل هذه الترتيبات والإجراءات المرافقة لها على بناء بيئة صحية صالحة لعمل المرأة كإنسانة وبالتالي كمسلمة, تحمي هذه اللوائح الممرضة من الاضطهاد أو التجاوز من الجنس الآخر سواء كان مديرا أو رئيسا أو طبيبا أو مريضا أو زميلا أو زائرا أو مراجعا، وفي المقابل يوجد ما يحمي هؤلاء الناس من تجاوز هذه الممرضة سواء في التعامل أو طبيعة الخدمة أو حتى التواصل الشفهي. تتوافر هذه الضوابط في كثير من المؤسسات، إضافة إلى القانونين العاميين المشهورين وهما قانون مكافحة الاضطهاد الجنسي وقانون المساواة بين الجنسين. آمل ألا تتكئ المجتمعات الإسلامية على تقاليدها وقيمها ونخوتها في حماية أفرادها, وعلى الأخص فتياتها, في المجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي