صحيفة الأبواب
مع كل صباح يوم جمعة تعج أبواب وأسوار منازل المواطنين بالمنشورات الإعلانية والصحف الدعائية.لن أتحدث عن المنشورات الورقية التي يطلق عليها اسم " برشور ",لكن سوف أتحدث عن تلك الصحف الإعلانية التي توضع في كيس بلاستك و تُعلق على باب كل مواطن تقريباً في السعودية ,فهي حقيقة تشكل خطر متعدد الاتجاهات على المواطن,أمني وصحي وكذلك تجاري .
جميع الصحف والمجلات السعودية الرسمية توضع في صندوق مخصص,لا يمكن فتحه إلا بواسطة مفتاح خاص يعطى للمشترك,وذلك لحماية الصحيفة أو المجلة من السرقة وكذلك لكي لا يلاحظ احد المارة هل يوجد صحيفة داخل هذا الصندوق آم لا,وبالتأكيد هذا الإجراء هو تنظيم أمني يساعد في منع المارة من معرفة أذا كان صاحب المنزل متواجد أو انه في حالة غياب عن المنزل بسبب السفر أو غيرة,كما أن الصندوق لا يتسع إلى أكثر من عددين للصحيفة ,وفي حالة أن الصندوق امتلئ ,يقوم عامل التوزيع بإدخال الصحيفة من تحت باب المنزل لفترة معينة وبعد ذلك يكف على إيصال الجريدة إلى منزل هذا المشترك .
آما صحف الإعلانات فهي تُعلق على الباب الخارجي للمنزل , في مكان يكون قريب من مكان إدخال المفتاح بحيث يجعلك تضطر إلى إزالتها عند دخولك إلى منزلك,كما أن العدد يوزع في صباح يوم الجمعة غالباً ,وهذا الأمر يجعل من يمر من منزلك يوم الأحد مثلاً يعلم أن صاحب المنزل غير موجود من يوم الجمعة إلى ألان ,وذلك لأنه لم يقم بإزالتها من على باب منزلة ,وهذه المعلومة بالتأكيد تفيد لصوص المنزل التي تقدم لهم بطريقة غير مباشرة وعلى طبق من ذهب !!
عندما نطلع على محتوى هذه الصحف الإعلانية ,والتي في الغالب هي تحتوي على إعلانات خاصة بالأفراد ,أو الشركات الصغيرة,نجد أنها تعج بالكثير من الإعلانات المخالفة للأنظمة ,فكثير من المنتجات الجنسية تُسوق من خلالها ,وكذلك الأدوية والخلطات الخاصة بالنحافة أو إطالة أو إزالة الشعر .. الخ ,وهي في الغالب ما تكون تصنيع محلي مجهولة المحتوى,أو أدوية غير حاصلة على ترخيص من قبل وزارة الصحة ,كما أن بعض الأجهزة الالكترونية التي تسوق من خلاها تكون رديئة وغير مطابقة للمواصفات والمقاييس السعودية .
في الأخير أتمنى أن يكون هنالك تنظيم جديدة لتلك الصحف الإعلانية,فانا لا أدعو إلى منعها ,لكن أدعو إلى تنظيمها بشكل يراعي الجوانب الأمنية والصحية والتجارية التي ذكرتها سابقاً,وذلك بتخصيص صناديق خاصة بها,وكذلك فرض رقابة على المنتجات المعلن عنها,فالإعلان وسيلة خطيرة أذا لم يكن تحت ضوابط وشروط معينة .