الشكليات بين القروض والمقارنة بالمجتمع
في الوقت الذي يكثر فيه سفر السعوديين للخارج للسياحة والاستجمام والبعض الآخر يقضيها في ربوع بلادي في التسوق والمتنزهات وعندما أحدد نطاق حديثي في الطبقة الوسطى في المجتمع، التي تشكل معظم ديموغرافية المجتمع نجد أن الأغلب يرهق كاهله في بطاقات ائتمان وقروض استهلاكية هو في غنى عنها فقط شكليات للمقارنة بالآخرين، ما شكل تعثر الأغلبية عن سداد هذه القروض وجدولتها طوال العام بعد الحصول على القرض، وعندما أعرج حديثي إلى الدراسة الحديثة، التي تشير إلى أن 90 في المائة عدد المقترضين من موظفي القطاعين العام والخاص لعام 2011، ما يمثل 26.5 من الناتج المحلي بنحو 933.2 مليار ريال. كل هذه الأرقام لا تمثل القروض بغرض الاستثمار، وإنما تشكل قروضا استهلاكية لغرض شخصي، ولا تضيف على الاقتصاد من قريب أو بعيد.
لذا نجد أغلبية الأسر لا تدرك أهمية الموازنة بين حاجيتها الأساسية والكمالية، فالبعض من يدرج السفر للخارج ضمن الأولويات ولا يلقى بالاً للضروريات في حياته بما فيها طريقة سداد القرض فيقترض ويحمل نفسه أعباء في السداد قد لا يستطيع الوفاء بها، حيث هناك تسرع في الاقتراض من الأفراد دون النظر للحاجة منه، وذلك ينتج من عدم موازنة الدخل مع الاستهلاك وعدم تخطيط للادخار والتوفير والمواءمة بين ما هو ضرورة وما هو شكلي، فأصبحت القروض وبطاقات الائتمان طوق النجاة للأسر في مطابقة المجتمع وملاحقة المظاهر المؤقتة والتقليد، التي تسببت في تعثر الأسر في السداد وإرهاقهم مادياً.
حيث يعتبر الاقتراض للسفر والتسوق أمرا شائعا بين أفراد المجتمع وحل لمشكلة مؤقتة قد يدفع المقترض ثمنها بشكل تراكمي عند تعثره بالسداد. كل هذا سينتج عنه مشاكل اجتماعية ونفسية بجانب المشاكل المالية التي تؤرق رب الأسرة نتيجة للمقارنات بالمجتمع المحيط به. حيث يعتبر غالبيتهم السفر والتسوق عرفاً بين المجتمع والأقارب والأصدقاء، الذين قد يتفاوتون بالدخل والوضع المالي. فأصبح الفرد يربط الإجازة بالسفر، حيث يتم جدولة قروضه طوال العام وخلال الإجازات الرسمية إما بقروض تمويلية أو بطاقات ائتمانية.
فالواضح أن هناك عدم تخطيط مالي للأفراد وقلة وعي في الادخار والتوفير لدى الأسر ذات الطبقة المتوسطة مما يسبب في اتساع الفجوة في الطبقات الاجتماعية المختلفة، حيث يمكن للراغبين في السفر والتسوق التخطيط والادخار بالشكل المسبق بالاستعانة بمؤشر تكلفة المعيشة cost of living index لتتم الموازنة بين الدخل والاستهلاك والاستفادة منها للدول المزمع زيارتها، حيث يتم من خلالها التعرف على التكاليف المعيشية بمختلف الدول ومقارنتها بالعملات المحلية مما سيسهل التخطيط للإنفاق والمصروفات.