تجردت من أمومتها .. وقتلت طفلتها!

''شموخ'' الطفلة في ذمة الله.. ماتت في السابعة من عمرها.. ضحية جديدة من ضحايا العنف الأسري.. قتلتها والدتها في محاولة لتأديبها كما تقول!
نجت شموخ قبل شهرين بحياتها من براثن والدتها التي لا تعي من التربية سوى العنف والضرب.. لقنتها علقة ساخنة خرجت المسكينة منها بكسر مضاعف في إحدى يديها.. تعهدت الأم القاتلة أمام زوجها وأسرتها بألا تضرب طفلتها مرة أخرى.. ولكنها نكثت الوعد.. فقد أوصى الأطباء الطفلة بعمل تمارين التقوية ليديها حتى تتحسن ويجبر الكسر بطريقة سليمة، الأم طلبت من طفلتها القيام بتمارين التقوية، رفضت شموخ الانصياع لأوامر أمها فما كان منها إلا أن تناولت مفتاح ''جلمبو'' وهو لمن لا يعرف مفك الأسطوانات.. وضربتها بكل وحشية في جميع أنحاء جسدها النحيل لم تجد نفعا صرخات الطفلة وتوسلاتها البريئة.
الأم الهائجة تابعت جريمتها وتوالت ضرباتها على الجسد النحيل الذي اكتسى بالجروح والكدمات وأخيرا ضربة واحدة خلف الرأس من الشق الأيمن كانت كافية لتنهي حياة ''شموخ'' وتسطر نهايتها على يد والدتها.
الأم لجأت لأسرتها للاحتماء بهم، اتصلت بالعم لينقذ ابنة شقيقه ولكن سبق السيف العزل.. الأب المكلوم أكد أن زوجته اعتادت ضرب طفلته وأنه شكاها لأسرتها وتعهدت أمامهم جميعا بألا تفعل ذلك ثانية.. الأم القاتلة اقتيدت بعد تصديق أقوالها في المحكمة بواسطة السجانات إلى دار الفتيات في مكة المكرمة وهي تجهش بالبكاء.
الحقيقة أن ظاهرة العنف الأسري في ازدياد مستمر.. والجهود المبذولة لمواجهتها خجولة وغير فعالة، مجرد عدد من الدراسات وقليل من الحملات التوعوية، نفتقد الخبرات والكفاءات المتخصصة التي تساعد ضحايا هذه الظاهرة كذلك ضعف الاهتمام المجتمعي بها، وعدم اتخاذه للتدابير والإجراءات التي تسهم في الحد منها.
بالتأكيد المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الوالدين؛ فهما مسؤولان عن رعاية الطفل وسلامته.. كما يتحمل التعليم جزءا من المسؤولية أيضا، كذلك ندعو مؤسسات المجتمع المدني لإعادة النظر في رؤيتها ورسالتها وأهدافها وبرامجها بما يتوافق مع حاجات المواطنين.. وتعزيز البرامج التوعوية.. وتفعيل دور المجتمع.. نتمنى أن تنحسر مثل هذه الظاهرة المخيفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي