قل لي ماذا تأكل.. أقل لك من أنت؟!
سبق أن حذرنا من زحف أمراض السمنة والبدانة في المملكة والخليج بشكل عام.. وذكرنا خطورة الأمراض المصاحبة لها "السكري"، "القلب"، "التنفس"، "الكلى"، "الكولسترول".. فالتقارير تشير إلى أن بدناء المملكة 70 في المائة منهم رجال مقابل 50 في المائة من النساء.
المصيبة أن هؤلاء لا يشعرون بأن لديهم مشكلة، فهم في رضا كامل وتام عن صحتهم البدنية والنفسية، والحقيقة أن الملابس الواسعة الفضفاضة والعباءة تخفي الكروش وتستر عيوب السمنة.. وتخدع بأن كل شيء مثالي.. والحقيقة مغايرة تماما.
فالجلوس طويلا متسمرين أمام شاشات التلفزيون والكمبيوتر يقابله التهام كميات هائلة من الطعام والمشروبات لا بد أن يؤدي بنا إلى السمنة المفرطة، وخصوصا عندما لا نهتم بنوعية الطعام الذي نلتهمه، فهو غني بالطاقة الحرارية.. مشبع بالدهون والسكريات والنشويات.. يقابلها قلة حركة أو انعدام الحركة تماما وممارسة الرياضة.. طقوس غائبة تماما عن معظم الأطفال والشباب.
مما لا شك فيه أن العوامل النفسية والاجتماعية تلعب دورها في زيادة انتشار السمنة.. بعض الناس يبرر وقوعه في مشاكل نفسية وعاطفية وإحباطات يومية بالانتقام بتناول مزيد من كميات الطعام، فالهرب من المشاكل يقابله هجوم على الطعام.. وبعض الناس يتجه لاختيار الطعام دون التركيز على نوعيته وأهميته للجسم، مما يؤدي إلى تراكم الدهون والسعرات في الجسم، خصوصا كما ذكرنا مع غياب الرياضة.. نعم الغذاء من مقومات الحياة.. ولكن تعلم كيفية الحصول على الطعام ضرورة وليس ترفا.. ولا بد أن تكون هناك قواعد يرتكز عليها الطعام المثالي.. وهي أن يعتمد على الحبوب الكاملة في مجموعة النشويات، والماء وأهمية العمليات الحيوية، وأن يكون الغذاء من مصادر الطبيعة.. وتحديد كمية البروتين الحيواني نسبة إلى البروتين النباتي، والتركيز على مهمة الألياف ومصادرها والتأكيد على نوعية الدهون المناسبة للجسم.. وإزالة السكر الأبيض من الأطعمة تدريجيا.. ومضغ الطعام من 30 إلى 40 مرة حتى تتم الاستفادة المثلى للجسم.
وأن يشمل الغذاء ثلاث مواصفات حتى يكون متوازنا في الجسم.. أولا: أن يشتمل على البروتينات والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء..
ثانيا: أن يكون كافيا دون إفراط..
ثالثا: أن يكون نظيفا وآمنا من الناحية الصحية.
لو انتبهنا لهذه الجوانب في الطعام وعند تناوله سنتجنب السمنة وأمراضها الخطيرة المترتبة عليها.. نحتاج إلى أن نفكر قليلا قبل أن نأكل.. نفكر في الأفضل والأفيد لأن المعدة بيت الداء.