خادمات.. سائقون «ندفع أفضل الأسعار».. ما الحل يا وزارة العمل؟!

العمالة المنزلية لم تعد أمرا ثانويا في المنزل بل إن أهمية وجودها تزداد كلما تقدم الزمن وتطورت المجتمعات، ذلك لتعرض كل من المرأة والرجل إلى صراع الأدوار وتعددها في ضوء الرغبة في الاستقرار المنزلي وسعيا في الوقت ذاته إلى تحقيق الدخل المادي الأفضل من خلال العمل، ولعلها من أحد أسباب الحاجة إلى العمالة المنزلية، ولو تم اختصار ذلك سنقول إن وجود العمالة المنزلية أصبح حاجة وليس رفاهية، ولكن في مقابل ذلك نجد أن الصحف المحلية تمتلئ وتكتظ بالإعلانات التي تتعلق بالخادمات والسائقين فهذه خادمة للتنازل، وهؤلاء أزواج و(حديثو الوصول)، وتلك مربيات (يعتنين بالأطفال وكبار السن) أشكال وألوان من المواصفات، وهي مواصفات معينة لجذب القارئ، خاصة إن كان مسؤولا أو مسؤولة عن أسرة، فهو ربما يكون في حالة طارئة لأن أمه مريضة وتحتاج إلى من يقدم لها الخدمة أو زوجته عاملة وتحتاج إلى من يساعدها وفي ظل تلك الظروف الصعبة تجد خادمات (مدربات وغير مدربات)، وطبعا ما خفي كان أعظم لتفاجأ بأن المبلغ الذي من المفترض أن تقدمه مقابل التنازل عن الخادمة يضطرك إلى الاستغناء عن الإيجار الذي جمعته من أجل تسديد إيجار شقتك وإلا فأنت مخير بين الخادمة دون منزل أو دفع إيجار المنزل الذي تقطنه والدتك كبيرة السن أو أي حدث آخر ربما يكون أصعب.. وهذا يشير إلى أن المبالغ المقررة لنقل خادمة هي تحت رغبات وأهداف مكاتب الاستقدام ومهما وصلت المبالغ في الارتفاع فإن وزارة العمل تظل بلا اتخاذ أي إجراء مقابل تلك الأسعار الفلكية التي أصبح كثير من أصحاب المكاتب يشترطونها وفق الجنسية بل والتصنيف، وقد يصل الأمر بلا مبالغة إلى أكثر من ذلك طالما أنه لا توجد رقابة حقيقية ملموسة في الأسعار تحمي المواطن من أولئك المتلاعبين الذين يستغلون حاجات الأسر وكم وكم يتطلع كثيرون إلى فكرة إنشاء شركة تخصصها العمالة المنزلية وتنظيمها من قبل وزارة العمل، وهذه الشركة إذا أنشئت ستجمع بين أهم عنصرين الأول هو تنظيم العمالة المنزلية ووضع آليات واستراتيجيات لضبطها والإشراف عليها هذا من جانب، أما الجانب الآخر والذي لا يقل أهمية عن السابق وهو وقف الاستغلال من قبل مكاتب الاستقدام التي أصبحت تتلاعب يمينا ويسارا بالتكاليف والأسعار وتتعاقب الإعلانات على الصحف ما بين كلمتي (للتنازل) و(مطلوب)، كذلك كلمة ثالثة أكثر أهمية وهي (ندفع أفضل الأسعار)، (بسعر مغر) الموضوع أصبح تجارة.. إنها مشكلة كبيرة جدا تظل معلقة أمام وزارة العمل في انتظار آلية تتضح للمواطن من أجل التخطيط والتنفيذ للبدائل الأفضل.. وحتى إن كان لوزارة العمل جهودها الإيجابية في جوانب أخرى إلا أن العمالة المنزلية هي أحد أهم ما يمس راحة المواطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي