أنقذوا أمهات المستقبل!
الوعي بالأشياء هو السبيل الصحيح لتجنب الوقوع في الخطأ، وكلما ارتفع الوعي تراجعت نسبة الخطأ. هذا ما أكدته دراسة قامت بها الدكتورة أمل باجري ''استشارية طب الأسرة والمجتمع'' في جامعة الملك ''سعود في الرياض'' ونشرتها جريدة ''الشرق الأوسط'' في 25 حزيران (يونيو) هذا العام.
الدراسة قامت حول المفاهيم الصحية والغذائية بمدارس البنات في عاصمة المملكة، أثبتت الدراسة أن بعض مدارس تحفيظ القرآن للفتيات تعاني التخلف والانغلاق في التصدي لمشكلات الفتيات الجسدية، خصوصا في مرحلة البلوغ، وهي مرحلة شديدة الخطورة بسبب ما تتعرض له الفتاة في تلك المرحلة من تغيرات بيولوجية ونفسية، تؤثر تأثيرا كبيرا في مستقبلها كأنثى، فقد اشتكت الفتيات من تلك المدارس من حذف موضوع تشريح الأعضاء التناسلية المقرر في مقرراتهن الدراسية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم.
وسبب الحذف أن هذا الموضوع يعتبر خروجا على المألوف وضد العادات والتقاليد ومع أنه لا حياء في الدين، فإنه أيضا لا حياء في العلم، والمعرفة ضرورة، والعلم بالأشياء هو الطريق الصحيح لتجنب الخطأ فالفتاة التي تعرف نفسها جيدا، تعرف في نفس الوقت كيف تتعامل مع نفسها بشكل سليم.
الدراسة لم تتوقف عند مدارس تحفيظ القرآن للفتيات فقط، لكنها كشفت عن ظواهر وسلوكيات مفزعة تمارسها بعض الطالبات مثل ظاهرة التدخين، وتناول مشروبات الطاقة التي تمثل خطورة على صحة الفتيات في هذه السن الخطرة.
الأكثر .. كما كشفت دراسة دكتورة ''أمل باجري'' .. أن بعض الفتيات يتناولن عقار ''البانادول'' مع هذه المشروبات بحجة تحقيق نوع من الشعور بالنشوة.
ما الذي حدث لأمهات المستقبل، هل هي حالة من الفوضى دهمت مجتمع مدارس البنات! إنه في النهاية انعدام الوعي، ولو أن الفتيات يعين خطورة ما يمارسنه، ما وقعن في هذا الخطأ البشع.
أبرزت الدكتورة ''أمل باجري'' أن هناك سوء فهم شديدا للقواعد الصحية والغذائية عند العديد من الطالبات، ليس فقط عند الطالبات ولكن عند هيئة التدريس والعاملين في مدارس البنات، ورأت أن التغذية غير الصحية والمشبعة بالدهون، أدت إلى ظهور كثير من المشكلات الصحية لدى بنات المدارس، أبرزها حب الشباب والأمراض الجلدية.
أضافت الدكتورة ''باجري'' أن هناك خللا في التواصل بين الفتيات وأمهاتهن فيما يتعلق بما يحدث من تغيرات في مرحلة المراهقة. هناك أيضا خلل في علاقة الطالبات بمعلماتهن، هذا الخلل يدفع الطالبات إلى البحث عن إجابات فيما يخص ما يحدث لهن من تغيرات في هذه المرحلة، وغالبا ما تكون هذه الإجابات خاطئة، تكون نتائجها خاطئة بالضرورة.
الدراسة فيها الكثير من التفاصيل وتحتاج إلى اهتمام الجهات المسؤولة، فهي دراسة ليست في الفراغ، فهي في صميم المجتمع السعودي.
أنقذوا أمهات المستقبل قبل أن ندخل في طريق مسدود!!