المرض النفسي وضرب الزوجة والأبناء
إن كنا نتحدث عن أفراد تملأهم الأمراض النفسية فنحن لا بد أن نتحدث أولا عن الخبرات السيئة التي تعرضوا لها في حياتهم الأسرية بدءا من ولادتهم وحتى توقيت الإصابة بالمرض النفسي، فالمرض الجسمي قد يتدرج أحيانا لينبه الفرد من أجل العلاج، ولكن في أحيان أخرى ربما يكتشف المرض الجسمي القاتل بعد فوات الأوان، الأمر الذي قد يودي بحياة الفرد تماما كما هو المرض النفسي، فكثير من عامة الناس لا يدركون مؤشرات المرض النفسي أو أعراضه قبل حدوثه، الأمر الذي يجعلهم فجأة قد تغيروا عن السابق ولم تعد تلك شخصياتهم الأولى من جميع الجوانب حتى أحيانا تكون عقلياتهم قد تشكلت وفق نفسياتهم المريضة، ولكن المريض النفسي لا يلام إنما من يُلام في الحقيقة هم من حوله وهم من يعتقدون أن ما يفعلونه تجاهه هو أمر غاية في الإيجابية، بل والأدهى والأمر بأنهم سرعان ما يبررون ذلك بأنه من أجل مصلحتهم وأخص هنا بعض الأزواج أو الوالدين الذين وحتى عصرنا هذا يستخدمون الضرب تجاه زوجاتهم وأبنائهم، ذلك الضرب المبرح الذي ما زالوا يعتقدون من منطلق عقليتهم السطحية بأنه نوع من التأديب، فكم نرى ونسمع عن حالات تضرب فيها الزوجة لأتفه الأسباب أو أحيانا مقابل أن تنصح زوجها بترك رفقاء السوء أو الخمر أو التدخين، فما إن يواجه الزوج ذلك إلا ويهجم عليها كالوحش ليضربها ضربا مبرحا مذلا، حالات كثيرة تأتي طالبة العلاج ولا ذنب لها سوى أنها إيجابية لها دور إيجابي، وطبعا هذه الصورة الوحشية تنتقل إلى الأبناء الذين يبدأ عندهم مرض تجسدت بذرته الأولى في المناظر والمشاهد العدوانية الفعلية التي يشاهدها بين والديه، ولكن نهايته ربما تكون مرضا عقليا مدمرا لمستقبله بسبب ما حمله معه من ضغوط نفسية بطنها الأب ببطانة أخذت مسمى الشجاعة والقوة، ولكنها تعد في الحقيقة ضغوطا نفسية لا يشعر بها الأطفال ولكنها تنقلهم لأمراض نفسية متعددة وليست الزوجة فحسب بل أحيانا كثيرا نرى مشاهد ضرب للأطفال حتى في الأماكن العامة دون أدنى اعتراف بشخصية الطفل أو وجوده أو من خلال التعامل معه كبشر.
لا أدري من أوكل لهذا الأب حق ضرب طفله أو إهانته، ولكن بعض الآباء مع الأسف يعتقدون بملكيتهم التامة للطفل دون الاكتراث بما يخص مشاعره ودون الحق بالاعتراف بعقليته المستقلة حتى لو كان طفلا صغيرا لا يتجاوز العام الواحد، وليت الأمر يقف عند هذا الحد فحسب بل هناك حالات لتصرفات سيئة تجاه رضع لا يتجاوزن الشهر الواحد، كل تلك المعاناة والضغوط التي تجعل الطفل يختنق أليست كفيلة بتأسيس مرض نفسي بل ربما مرض عقلي غالبا يستحيل أن يشفى.