الزواج ومسؤولية نجاحه!!

من المعروف أن الزواج لا يستمر إلا بالتفاهم والتعامل الإيجابي وتبادل التقدير والاحترام، وعدم تحقير أحد الطرفين للآخر أو التقليل من شأنه أو من قدراته، وكل ذلك طبعا بعد توفيق - الله عز وجل - ولكن العمل بالأسباب من أجل نيل نتيجة أمر مهم، فالرزق لا يأتي إلا بعد سعي الإنسان، والنجاح لا يحصل إلا بعد الاجتهاد، أمور كثيرة يقترن حدوثها بالسبب بعد الإيمان الكبير بالله - عز وجل - وما يكتب للإنسان من القضاء والقدر.
ولعل الإنسان يفرح مقابل كثير من الأمور التي يقوم بها، وكذلك هو يحزن مقابل كثير من الأمور التي يفعلها ويعتمد ذلك بالطبع على محكه الذاتي للصواب والخطأ والذي أسس من البداية من قبل الأسرة ودورها التوجيهي، ومن ثم من قبل المجتمع الخارجي كالجيران والأقارب والأصدقاء ودورهم المؤثر في دعم الصواب أو استنكار الخطأ، ولكننا إذا تناولنا موضوع الزواج سنجد أنه يشكل حيزا كبيرا في حياة أي فرد من الأفراد، خاصة لمن يتعامل مع هذه المسؤولية بجدية وحرص، أما من يعتبر أن الزواج هو نوع من التسلية فلن يكون له أي قيمة نفسية تذكر على مدى بعيد، فمن المهم أن يدرك الفرد المعنى الحقيقي لمسؤولية الزواج بكل أبعادها واتجاهاتها بل والمسؤولية الأكبر إنما تقع على عاتق والد الفتاة قبل الزواج، فكثير من الآباء مع الأسف لا يحاولون السؤال عن الرجل الذي تقدم إلى ابنتهم بمعنى الاستفسار من معارفه وزملائه عن دينه وعن أخلاقه وعن سماته الشخصية، حيث كثير من الفتيات اللواتي يدفعن ثمن موافقة الأب أو ولي الأمر على الزواج بدون تحري أي شيء عن الرجل، الأمر الذي يجعل الفتاة تدفع كل حياتها من أجل تحمل مدمن خمر أو مخدرات أو لص أو ذي سمعة سيئة، خاصة بعد أن تكون قد أنجبت الأبناء وإن لم يكن كذلك فهي ستدفع من عمرها ثمن تجربة فاشلة تحسب ضدها اجتماعيا كفتاة. إن الفتاة مسؤولة من ولي أمرها بأن يزوجها لشخص مشهود له بالصلاح وليس فقط مسؤوليته أن يوافق دون أن يعرف أي شيء فقط ليقال إنه لم يرد من يتقدم، فالحياة الزوجية مشاركة وتضحية وإلا فإن تلك الحياة لن تستمر، ومثل تلك الحالات هي من أحد أسباب الطلاق في مجتمعنا بل على الفتاة نفسها أن تدرك ذلك ولا تكون أحلامها محدودة في الورديات بعيدا عن تقدير حجم المسؤولية والتأكد من الرجل الذي تقدم لولي الأمر بعيدا عن التسرع الذي لا قدر الله ربما يقود ذلك الزواج إلى نتائج سيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي