أحياء وسط مدينة الرياض والمستقبل

أتناول هنا قضية لا يكاد مجلس في الرياض يخلو من التحدث فيها وكل له رأيه ، منقسمون ما بين متفائل ومتشائم ، ألا وهي قضية القرض والأرض منهم من وجد القرض يفصله على مقاسه وفي حدود قدراته على السداد ولكن يقف حائراً بين قيمة الأرض وتكاليف البناء التي إن اجتمعت لا تتفق بأي حال من الأحوال مع قدراته على السداد بجانب تكاليف الحياة اليومية له ولأسرته المتواضعة ، وهنا يكون قد وصل مرحلة الإحباط والتشاؤم الذي يؤدي به إلى فض المجلس والانصراف ، وهكذا حال يعيشه ويمر به الآلاف من أبناؤنا ، ولكن الحل يبدو لي في سرعة تطبيق قانون الرهن العقاري ، والذي يجب الدعوة إليه ودعمه ألا وهو حث العقاريين وشركات التطوير العقاري على وضع رؤيا واضحة أمام البنوك المحلية لتقديم القروض اللازمة بضمانة وإشراف وزارة الإسكان ، لغرض تشجيع بناء الشقق السكنية التي تمثل الحل الوحيد والسريع لتحقيق آمال المواطنين المحتاجين للسكن ، وذلك باتباع أسلوب العمائر متعددة الأدوار .

أما عن الأرض وتوفرها من عدمه فإني أدعو العقاريين بالالتفات إلى الاستفادة من وسط مدينة الرياض التي هي مكتملة البنية التحتية منذ أربعة عقود خلت ومعظم مبانيها من (الطين) هجرها أهلها إلى الأحياء الجديدة في الجهات الأربع من المدينة وتركوها أطلالا والكثير منها أصبحت ركاماً من التراب تفوح منها الروائح العفنة وأوكاراً للمارسات المشبوهة ، وما بقي منها سكنتها العمالة الوافدة وإن كانت لا تصلح لعيش الآدميين مثل : أحياء الجرادية والشميسي القديم والجديد ، والوشام وأم سليم ، والديرة ومعكال وجبره ، والصالحية والمرقب وثليم00 الخ 0 لذا على العقاريين بالتعاون مع أمارة منطقة الرياض بالنبش عن أصحاب البيوت المتهالكة في هذه الأحياء والتي في معظمها أصبحت تحت يد ورثة مختلفون فيما بينهم على كيفية التخلص منها ليأخذ كل حقه ، وعرض فكرة التنازل عنها وتعويضهم بقيمتها ومن ثم هدمها وإعادة تخطيطها التخطيط المعماري النموذجي من حيث الشوارع والحدائق وأماكن الخدمات العامة وتطبيق نظام بناء حديث عمائر سكنية من دورين إلى ستة أدوار تشغل كل بناية قطعة أرض بمساحة (750م2) يبنى منها 60% أي (450م2) مسطّح الدور الواحد والذي يمثل وحدتين سكنيتين ، مساحة الوحدة 225م2×1200 ريال تكلفة المتر المربع تشطيب ديلوكس = 270 ألف ريال الكلفة الإجمالية للوحدة .

علما بأن تطوير وسط المدينة كما تقدم ينعكس إيجاباً على خفض أسعار الأراضي في باقي أحياء المدينة ، والذي يشجع على إحياء هذه الفكرة والسعي لتحقيقها هو تمسك ابن الرياض البار ورمزها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره بالصحة والعافية ، وذلك لتمسكه بقلب المدينة ينبض بالحياة ويتمثل في إعادة بناء قصر الحكم والمسجد الجامع وأسواق المعيقلية والتعمير واتخاذها ميداناً لإقامة المهراجانات المختلفة على مدار السنة وفي كل مناسبة ترى قلوب أهل الرياض تهف إلى وسط المدينة لتحس بعبق الماضي وذكرياته .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي