يقولون تلال .. وأقول بل كراتين!!
نلاحظ جميعا انتشار العمائر ذات الارتفاعات المكونة من ثلاثة أدوار ونصف على شارعي 36 و30 داخل الأحياء السكنية الراقية، على سبيل المثال لا الحصر النخيل، المحمدية، الغدير...إلخ بعد أن سمحت لهم أمانة الرياض بذلك، علما بأن أغلبية الشوارع الرئيسة لا يتجاوز المسموح به أكثر من دورين. وألاحظ أن هذه العمائر تفتقر إلى أي نوع من أنواع الجمال المعماري الذي يضفي على هذه الأحياء اللمسات الجمالية لتتناسب مع القصور والفلل الراقية التي تحيط بها، فهي مع الأسف مجرد كراتين صامتة.
كان المفروض أن تقيد الأمانة أشكالها الهندسية لتتلاءم مع جمال هذه الأحياء، وعلى الأقل كان يجب أن تفرض على أصحاب هذه العمائر إنشاء أقبية للسيارات، حيث إنه يكتفى الآن بالارتدادات المفروضة عادة على كل مبنى واستعمالها مواقف للسيارات، مما يجعل وجود هذه السيارات أمام كل عمارة منظرا غير لائق، وكذلك هناك جانب أمني يجب ألا نغفله، حيث تتعرض هذه السيارات للسرقة المنتشرة في الوقت الحاضر، فضلا عن تعرضها للتلف في الأجواء الصعبة، كذلك يمكن استخدام هذه الأقبية ملجأ لسكان هذه العمائر عند حدوث مكروه ـــ لا سمح الله.
ليت أمانة الرياض تتدارك هذا الأمر فيما تبقى داخل هذه الأحياء، وجعل هذه الارتدادات تجميلية لتكون حدائق وإنارة تليق بهذه الأحياء الراقية.
إن هذا الموضوع يعود بذاكرتي لما قبل 35 سنة تقريبا عندما أنشأت أول عمارة لي في الرياض عند تقاطع شارع التلفزيون مع شارع الإمام سعود، وكانت الإمكانات بسيطة في ذلك الوقت حتى الألمنيوم لم يكن موجودا بألوان، مما اضطرني إلى جلبه من إسبانيا، وسعيت لدى البلدية كي تسمح بأن أقوم بتشجير الرصيف وإنارته، وأتذكر أن رئيس بلدية العريجاء في ذلك الوقت قال: أتريد الاعتداء على رصيف الدولة! وما هي إلا سنوات قليلة حتى اعتمد تشجير الرصيف وإنارته رسميا في فسوحات الأمانة، وفي هذا الإطار أذكر أيضا أنني بذلت جهودا لدى شركة الكهرباء في ذلك الوقت لإدخال غرفة الكهرباء ضمن مبنى العمارة وعدم تشويه المنظر العام ووضعها في غرفة على الرصيف كما كان معمولا به سابقا، وأيضا بعد بضع سنوات اعتمد رسميا.
أعود للحديث عن إنشاء العمائر لأقول إن كل هذه الأحياء تحيط بها شوارع رئيسة من أربع جهات، ألم يكن من المفروض أن تبقى قصور وفلل هذه الأحياء جميلة، ويكتفى بالسماح للعمائر والخدمات في الشوارع الرئيسة المجاورة لهذه الأحياء.