الحق في الحياة الثقافية
(حق الصحة البدنية والعقلية) كان هذا هو عنوان الحلقة السابقة التي أشرنا فيها إلى أن من حق كل إنسان التمتع بأعلى مستويات الصحة البدنية والعقلية التي يمكن بلوغها مع العمل على تخفيض معدل موتى المواليد والرضع والاهتمام بنمو الطفل بشكل صحي وتحسين البيئة الصحية والصناعية وتأمين الخدمات الطبية للجميع كما ذكرنا عن حق الإنسان في التربية والتعليم الفعال الذي يؤدي للمساهمة في التنمية الكاملة لشخصية الإنسان والحفاظ على كرامته وحرياته الأساسية حتى يتمكن كل إنسان من الإسهام بدور فعال في المجتمع، كما يجب أن يكون التعليم الابتدائي خاصة مجاناً وللجميع وإلزامياً بجانب أهمية ومجانية التعليم الثانوي بكل فئاته ـــ التقنية والمهنية أما التعليم العالي فيكون متاحا للجميع وفقاً للكفاءة وأن يكون مجاناً بشكل تدريجي مع الاهتمام والتشجيع للتربية الأساسية لكل إنسان وتكثيفها مراعاة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الانضمام للدراسة الابتدائية والآن مع:
المادة (13) من العهد الدولي
ج ـــ تتعهد الدول الأطراف في هذا العهد باحترام حرية الآباء أو الأوصياء (ولاة أمر الأبناء) في اختيار المدارس المناسبة لأبنائهم (الحكومية أو غير الحكومية) شريطة تقييد تلك المدارس بمعايير التعليم التي تفرضها الدولة أو تقرها، مع ضمان تربية الأبناء دينياً وخلقياً وفقاً لقناعة أولياء أمور الأبناء.
د ـــ ليس في أحكام هذه المادة ما يمكن تأويله على نحو يؤدي للمساس بحرية الأشخاص أو الهيئات في القيام بإنشاء وإدارة مؤسسات تعليمية شريطة التقيد الدائم بالمبادئ المنصوص عليها في أول فقره في هذه المادة مع خضوع تلك الجهات لما تقرره الدولة من شروط ومعايير، والآن مع المادة (14): تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد أو تصبح طرفاً منه وقد تمكنت من الالتزام بمجانية التعليم الابتدائي في مدنها الرئيسة أو في أقاليم أخرى تقع تحت ولايتها ـــ بالقيام وفي غضون سنتين بوضع اعتماد خطة عمل مفصلة للتنفيذ الفعلي والتدريجي لمبدأ إلزامية التعلم ومجانيته للجميع خلال عدد معقول من السنين يتحدد في الخطة المشار إليها، والآن مع المادة (15): أ ـــ تقر الدول الأطراف في هذا العهد أن من حق أي شخص التمتع بالحقوق الآتية:
(1) أن يشارك في الحياة الثقافية، (2) أن يتمتع بفوائد التقدم العلمي وتطبيقاته، (3) أن يستفيد من المصالح المعنوية والمادية الناتجة عن أي منجز علمي أو فني أو أدبي من عمله وأن يضمن حماية حقوقه المذكورة.
ب ـــ تراعي الدول الأطراف في هذا العهد أن تبادر بعمل التدابير التي من شأنها ضمان الممارسة الكاملة للحق المذكور على أن تشمل تلك التدابير الاهتمام بصيانة العلم والثقافة وتنميتها وتعميمها ليعرفها الجميع، وهكذا نجد مما تقدم ذكره أهمية ممارسة أولياء أمور الطلبة حقهم في اختيار المدارس المناسبة لأبنائهم وأن التعليم مجاني وإلزامي وخاصة الابتدائي وأن تعمم وتنشر كل تلك الحقوق المتعلقة بحقوق التعليم والثقافة، وفي الحلقة (172) القادمة نكمل ما تبقى من هذه المادة ثم نسرد ما أمكن من العهد الدولي الذي نحن بصدده.