حق الصحة البدنية والعقلية
في المقالة السابقة تحدثنا عن أهمية توفير الحماية الخاصة بالأمهات خلال فترة معقولة من الوضع وبعده، مع منح الأمهات العاملات - أثناء فترة الرضاع إجازة بأجر أو إجازة مصحوبة باستحقاقات الضمان الاجتماعي الكامل، وأشرنا إلى أهمية تقديم الحماية والمساعدة لجميع الأطفال والمراهقين من سوء الاستغلال، مع الحرص على عدم إفساد أخلاق الأطفال والمراهقين وعدم الإضرار بصحتهم، مع تحديد السن الأدنى الذي يجب ألا يطلب منهم القيام بعمل عند ذلك الحد أو دونه، مع الاهتمام بحق الإنسان في مستوى معيشي مناسب هو وأسرته مع الالتزام بحق الإنسان في التحرر من الجوع، والآن ننتقل إلى:
المادة (12) من العهد الدولي
(أ) تقر الدول الأطراف في العهد الدولي بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والعقلية يمكن بلوغه.
(ب) تشمل التدابير التي يجب على الدول الأطراف الالتزام بها في هذا العهد فيما يخص الصحة الأمور التالية:
(1) العمل على خفض معدل موتى المواليد ومعدل وفيات الرضع والحرص على نمو الطفل نمواً صحياً.
(2) تحسين جميع جوانب الصحة البيئية والصناعية.
(3) الوقاية من الأمراض الوبائية والمستوطنة والمهنية والأمراض الأخرى وعلاجها ومكافحتها.
(4) الحرص على تأمين الخدمات الطبية للجميع وخاصة في حالة المرض. والآن مع المادة (13) من العهد الدولي: أ- تقر الدول الأطراف في هذا العهد بحق كل فرد في التربية والتعليم، كما اتفقت تلك الدول على أهمية توجيه التربية والتعليم إلى التنمية الكاملة لشخصية الإنسان، وتنمية الحس بكرامته وتوطيد احترام حقوق الإنسان وكرامته وحرياته الأساسية، كما اتفقت الدول الأطراف على أن يكون من أهداف التربية والتعليم تمكين كل شخص من الإسهام بدور نافع في مجتمع حر، وتوثيق أواصر التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الأمم ومختلف الفئات السلالية والدينية ودعم الأنشطة التي تقوم بها الأمم المتحدة من أجل المحافظة على السلام.
ب - كما تقر الدول الأطراف في هذا العهد أن ضمان الممارسة التامة للحق المشار إليه يتطلب الالتزام بما يلي:-
(1) جعل التعليم الابتدائي إلزامياً وإتاحته للجميع مجاناً.
(2) نشر وتعميم التعليم الثانوي بمختلف أنواعه، بما في ذلك التعليم الثانوي التقني والمهني، وجعله متاحاً للجميع بكافة الوسائل المناسبة والحرص على الأخذ تدريجياً بمجانية التعليم.
(3) جعل التعليم العالي متاحاً للجميع بالعدل والمساواة وفقاً للكفاءة بكل الوسائل المناسبة والحرص على الأخذ بمبدأ مجانية التعليم تدريجياً.
(4) تشجيع التربية الأساسية أو تكثيفها إلى أبعد مدى ممكن مراعاة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من الدراسة الابتدائية.
(5) تنمية روح الفريق الواحد بين المدارس وإنشاء وسيلة اتصال بين تلك المدارس على جميع مستويات التعليم وإنشاء نظام يسمح بمنح فرص للتعليم، مع العمل على تحسين الأوضاع المادية للعاملين في التدريس، وهكذا نجد فيما ورد أعلاه أهمية حقوق الإنسان الصحية بما فيها البدنية والعقلية وتخفيض أعداد الموتى من المواليد والرضع وتأمين الخدمات الطبية للجميع، بجانب حق الإنسان في التربية والتعليم الذي يؤدي للمشاركة في التنمية وخدمة المجتمع. وفي الحلقة (171) نكمل هذه المادة ثم نبدأ في مواد أخرى من ذلك العهد الدولي المذكور.