المشاريع الكبرى وانقطاع الكهرباء

أغدو إلى عملي وأروح في ورشة عمل من المشاريع المعمارية والعمرانية الكبرى التي تحيط بي في مدينة الرياض من كل جانب ''فهناك مركز الملك عبد الله المالي، وجامعة الأميرة نورة، ومشاريع جامعة الملك سعود من مجمع كليات البنات، ومشاريع وادي الرياض للتقنية، وسكن أعضاء هيئة التدريس، ومشاريع أوقاف الجامعة''، إضافة إلى المشاريع الترفيهية الأخرى، ومشاريع النقل العام الكبرى وغيرها من المشاريع. هذا في مدينة الرياض فقط وهناك العديد من المشاريع المماثلة في كل مدينة من مدن المملكة مثل: مشاريع المدن الجامعية في مختلف المناطق، بالإضافة إلى عدد من مشاريع المدن الاقتصادية. وهذا فضل من الله ومنّه يستوجب الشكر لله عز وجل على منِّه وكرمه وفضله وإحسانه، ومن ثم لولاة الأمر على رعايتهم للمشاريع التنموية ودعمها ومتابعتها.
ولكني ما كتبت هذا المقال للحديث عن هذه المشاريع، والتعريف بها، وإيضاح مزاياها وأهميتها للوطن والمواطنين، فهي - بحمد من الله - بدأت تظهر للعيان، كما أنه لا يخفى على القراء الكرام مدى أهميتها في برامج التنمية. ولكن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي عانت منه بعض الأحياء في مدينة الرياض، مع ارتفاع درجات الحرارة في موسم اختبارات المدارس في بداية فصل الصيف الماضي؛ هو ما دفعني للتفكير في وضع الكهرباء عند اكتمال هذه المشاريع الكبيرة وتشغيلها، والتساؤل عنها، وهل تم التخطيط لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة والكافية لها، وتوفير غيرها من مشاريع البنية التحتية الأخرى؟ وفوق ذلك كله هل تم رصد الميزانية اللازمة لتنفيذ محطات توليد الطاقة الكهربائية؟ وهل تم اعتمادها حتى يتم تنفيذها في وقت يتزامن مع الانتهاء من إنجاز هذه المشاريع العملاقة جميعها وتشغيلها بالكامل؟ أم أن المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي ستصبح جزءاً من حياتنا كل صيف لعدد من السنوات القادمة؟
إن المعاناة من انقطاع التيار الكهربائي لم تعد محتملة في وقتنا الحاضر فطبيعة الحياة المدنية وتعقيداتها أصبحت مرتبطة – بشكل كامل – بتوافر التيار الكهربائي، وبضمان استمراره، وعدم انقطاعه. أعلم والله أننا اجتزنا عصر الكهرباء وقطعنا أشواطاً في عصر الإنترنت وتقنيات الإلكترونيات والاتصالات، ولكن الكهرباء تظل العمود الفقري لكامل النهضة التقنية والإلكترونية التي نعيشها في وقتنا المعاصر.فلا يمكن أن يستغني الإنسان العادي عن الطاقة الكهربائية في حياته اليومية، فالأجهزة كلها في مساكننا ومستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وأماكن عملنا تعمل بالطاقة الكهربائية. كما أن عمل أنظمتنا التواصلية الإلكترونية وفاعليتها في التعليم الجامعي، وفي المعاملات التجارية والمالية، وفي التعاملات الحكومية؛ مرهون بتوافر الطاقة الكهربائية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي