ساهر بين حصد الأرواح والجيوب

لا يختلف اثنان في أن السرعة, وقطع الإشارات,والتنقل بين المسارات كالأفعى هي ضرب من جنون البشر وتخلف حضاري,وضرب بأنظمة وتعليمات المرور عرض الحائط.
وأنتجت هذه الظواهر والسلوك :
(1) ارتفاع معدلات الحوادث ,وبالتالي ارتفاع معدلات الوفيات والإعاقات من قائدي المركبات,ومرافقيهم من الصادم والمصدوم,وأصبح بلدنا في مركز متقدم على أكثر بلدان العالم إ
(2)ارتفاع نسبة التلفيات بالمركبات إلى 90%لدرجة استحالة إعادة الإصلاح واستخدامها وتباع تشليح لبعض قطع الغيار والباقي سكراب حتى تحولت مداخل المدن إلى متاحف مكشوفة أو مقابر جماعية لسيارات قد خاضت معارك حرب الشوارع والمدن والطرق السريعة بين المدن وشوهنا مداخل المدن,والبيئة وأعطينا الغير صورة سلبيه عن تخلفنا.
(3)كل سيارة تالفة بالمعارض والمتاحف البرية المفتوحة يقابلها سائق متهور مجنون أحمق.
متوفى أو معاق ورغم كثرة السيارات المصدومة يقابل كل سيارة عدد من ثلاثة إلى خمسة أضعاف من وفيات وإصابات خطره قد تؤدي في معظم الحالات للبتر والإعاقة.
وتجربتي الشخصية في هذا الشأن مأساوية ومثلي من القراء كثير، فقبل سنوات فقدت أختي وزوجها ومعهم ثلاثة أولاد وأربع بنات بعد أن صدمهم سائق شاحنة في طريق الجنوب بالقرب من وادي الدواسر ماتوا بلحظه رحمهم الله وقبل ذلك فقد شقيقي ابنته الكبرى ومعها شقيقيها وزوجها ومعه شقيقه ومن المفارقات العجيبة في هذا الحادث أن السيارة التي صدمتهم كانت تابعة لخفر السواحل بقيادة عريف قطع بها الطريق الصحراوي متجها إلى مركز سلوى عبر الطريق الدولي الأحساء -قطر/الأمارات وقبل بزوغ فجر ذلك اليوم وبملابس داخلية مزقهم شر ممزق إلى 12 قطعه رحمهم الله وكل مسلم.
(4)هذا لكم والعدد الهائل من الخسائر البشرية والتي لا تقدر بأي ثمن لم يسلم منها أي بيت أما الأضرار المادية كالقيام للسيارات وتكاليف العلاج للإصابات ,والديات فهي تقدر بالمليارات من الريالات فهي خسائر اقتصاديه على ميزانيات الأسر ومدخراتها وعلى الاقتصاد الوطني لأنه يستورد المزيد من المركبات ويدفع بالعملة الصعبة.
كل هذه الخسائر البشرية تحدث بسبب أخطاء وتخلف البعض وتهور ولا مبالاة البعض الآخر؟؟ والأطراف الأخرى المتضررة بشكل أو بآخر كفقد عزيز أو إعاقة آخر أو تلف سيارات هم ضحايا أبرياء أولا وآخرا.
الم اذكر بالعنوان أن حصد الأرواح والإعاقة والتخلف شر ومر والبديل هو حصد وحلب الجيوب الذي يتربص بنا جميعا ويعمل بعقل وهو لا عقل له لكنه اعقل من البشر المخالفين لقواعد وأنظمة السلامة المرورية وبه من صفات القاضي والحاكم ,لعدالته بالحكم علي سلوك وممارسات الناس ومن صفاته أيضا انه لا يقبل الشفاعة والواسطة ,ولا يظلم أحدا ولا يميز بين ألوان وأجناس وأعراق الناس يعاملهم سواسية كأسنان المشط,
أما أسوأ صفاته انه لا يقدر الظروف الفردية الطارئة، ماهر لا يهدأ ولا ينام ليس شيطان رغم انه يشبهه بتواجده بكل مكان ,وتنكره ببعض وسائله ومواقعه,وليس لغز ولن أطيل حيرتكم؟؟ انه ساهر وهو حصّاد الجيوب وسيكون لي معه ومعكم لقاء بالجزء الثاني إن شاء الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي