البطولات العربية.. خير إعداد لمنتخبات الناشئين

تابعت كما تابع معظم المهتمين بأنشطة الناشئين في الوطن العربي مشاركات المنتخبات العربية الأربعة (العراق ـــ الإمارات ـــ الأردن ـــ سورية) في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم للناشئين في المكسيك العام المقبل، وكان أكثر المتشائمين توقعا وصول منتخبين إذا لم يكن وصول المنتخبات الأربعة إلى النهائيات، وبكل أسف خرجت كل المنتخبات بصورة حزينة.
وحتى نحلل هذا الخروج بطريقة علمية هادئة، لتستفيد منه كل المنتخبات العربية في مستقبل أيامها سنبين عددا من الحقائق والاحتياجات الفعلية لهذه الفئة، منذ فترة تأهيلها وإلى وصولها إلى المنافسات الرسمية.
كلنا يعلم أن أهداف تدريب الناشئين تتفرع وتتفاوت، لكن اتفق المختصون على أن الهدف الأساسي من إعداد الناشئين هو الاحتفاظ بالناشئ، ومراعاة ديناميكية نموه وإمكانية أجهزته الوظيفية، والتركيز على تنمية إمكاناته البدنية، ورفع مستوى مهاراته الفنية حتى الوصول إلى النضج المهاري، والاستعداد البدني، والتركيز على نمو الأجهزة الحيوية بطريقة معينة تعتمد على النمو البيولوجي للناشئ، حيث إن لكل مرحلة من هذه المراحل أهدافها الفلسفية والتربوية.
ويساعد التدريب المبني على أسس علمية على إعداد الناشئين بكرة القدم، وتجهيزهم بدنيا وفنيا، ويعمل على زيادة عامل الدافعية والحماس بينهم أثناء التدريب، للوصول إلى المستويات الرياضية العالية، مع العمل على مراعاة خصائص المرحلة العمرية ومميزاتهم الفردية، وإمكانية التطور البيولوجي لديهم، حتى يتمكنوا من الوصول إلى أعلى المستويات عند بلوغهم مرحلة الدخول في المنافسات أو المشاركة في البطولات إلى جانب تنمية مستوياتهم الأخرى مثل: (المقدرة الفسيولوجية ـــ المهارات التكنيكية ـــ المقدرة التكتيكية ـــ الصفات النفسية والخلقية)، لأن استجابتهم وتقبلهم واستفادتهم تكون مختلفة من شخص إلى آخر، وهذا ما يفرض مراعاة الفروق والخصائص السنية للناشئ؛ إذ تتأثر طرق رفع المستوى بدرجة كبيرة حسب التطور البيولوجي والفسيولوجي له وبمقدرته على التكيف والملائمة لمتطلبات الدخول في المهام الكبيرة مثل تمثيل منتخب وطنه في أي محفل من المحافل القارية أو الدولية.. لذا فإن تدريب الناشئين يرتكز على مرتكزات أساسية تضمن تطورا مستمرا من خلال تنمية وتطوير قدرات الفرد البدنية والوظيفية والنفسية والفكرية وهو عملية تحسين تمتد وتستمر مع الناشئ حتى بلوغه مراحل متقدمه في عمره الرياضي، بل حتى نهاية عمره الافتراضي في ممارسة الرياضة، لأن تدريب الناشئين يجب أن يقوم على المعارف والمعلومات والمبادئ العلمية المستمدة من عديد من العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، كالطب الرياضي والميكانيكا الحيوية وعلم وظائف الأعضاء وعلم الحركة وعلم النفس الرياضي، وغير ذلك من العلوم التي تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة من عملية تدريب الناشئين إذا أردنا أن ننشئ جيلا قويا قادرا على تحمل أداء مهامه في الرقي بكرتنا العربية.
وقد أشار عدد من الباحثين وأساتذتنا إلى عدة عوامل تؤثر في عمليات تدريب الناشئين لأهميتها أذكر منها:
ـــ يجب مراعاة الخصائص السنية للناشئ؛ إذ تتأثر طرق رفع المستوى الرياضي للفرد بدرجة كبيرة بالتطور البيولوجي له وبمقدرته على التكيف والملائمة لمتطلبات المستويات العليا.
ـ يمتاز تدريب كرة القدم بصفات خاصة تتطلب احتياجات كثيرة للوصول إلى أرقى المستويات في الأداء الفردي والجماعي.
ـــ بناء مرحلة إعداد الناشئين طبقا لمتطلبات المستويات العالية مراعياً في ذلك النمو الطبيعي، التطور التدريجي لإمكانيات الناشئ ومستواه واتجاهه المطور الذي سارت إليه المستويات العالية.
وتختلف طول فترة تدريب الناشئين باختلاف تلك الخصائص الفردية للاعب ومميزات النشاط الرياضي الممارس.
وهناك عديد من العوامل التي يجب أن توضع في الاعتبار لضمان نجاح تدريب الناشئين هي:
1ـــ الدافعية وفلسفة البرنامج
إن أي البرنامج يوفر البيئة الصالحة لتدريب الصغار يتطلب هذا تطوير فلسفة واستخدام أدوات البرنامج التي تشتمل على اعتبارات الدافعية وبرنامج واقعي يقدم للنشء والذي يجب أن يعتمد على الفهم السيكولوجي والفسيولوجي الواضح لاحتياجات وكفاءات الناشئ.
2 ـــ وضع الأهداف والتمرينات المتوقعة والواقعية
من الأهمية معرفة التمرينات المتوقعة والواقعية لبرنامج التدريب التي يمكن إنجازها، حيث يعتمد التوقع المحدد على فهم كيفية استجابة النشء في مختلف المراحل السنية لبرامج التدريب المختلفة.
ويجب ألا نغفل ونضع في اعتبارنا أن يتأثر هدف وواجبات والمحتويات التنظيمية لتدريب الناشئين بثلاثة عوامل هي:
1ـــ التطور الذي تم التوصل إليه واتجاه التطور فيما يختص بتدريب المستويات العالية، حيث تحددت متطلبات تدريب المستوى العالي واتجاهات التطور المعروفة والمنتظر حدوثها في هذا المجال شكل وملامح تدريب الناشئين، وذلك إذا أراد المدرب تدريب الأطفال والصبيان بصورة سليمة طبقا لطرق التدريب الحديثة والواجبات التي يمكن أن تلقى على عاتق الرياضيين عند وصولهم المستوى العالي.
2ـــ خصائص مراحل النمو المختلفة للأطفال والصبيان إذ تتأثر طرق تنمية المستوى الرياضي لدرجة كبيرة بالنمو البيولوجي، ولكل مرحلة من مراحل النمو أثر خاص في مقدرة التكيف وكذا في مقدرة الناشئ على أداء الجهد وعلى مقدرة التعلم الحركي، وعلى مقدرة النمو النفسي للأطفال والصبيان.
3ـــ خصائص كرة القدم التي يمارسها الناشئ: تشكل خصائص كرة القدم التي يمارسها الناشئ الصفات المحددة للمستوى والتي بناء عليها يتم تشكيل التدريب وكذا تحديد فترة استمرار تدريب الناشئين.
ولا بد أن تكون برامج تدريب الناشئين ذات أهداف محددة لخدمتهم ومساعدتهم على النمو السليم، لذلك تنبع أهمية تعليمهم وإكسابهم المهارات العقلية ومختلف القدرات والسمات والخصائص والمهارات النفسية وتنميتها وإتقانها لتسهم في مساعدتهم على التحكم بالضغوط المرتبطة بالمنافسات وخفض مستوى القلق العام المرتبط به، وكذلك توجيههم وإرشادهم ورعايتهم بصورة تسهم في إظهار كل طاقاتهم وقدراتهم واستعداداتهم لأداء المنافسات الرياضية، إضافة إلى مساعدتهم في تشكيل وتنمية شخصيتهم بصورة متزنة وشاملة لكي يكتسبوا الصحة النفسية والبدنية الجيدة.
من هذا المنطلق أصبح الإعداد النفسي الخاص للتنافس يكتسب أهمية قصوى لإعداد الناشئين لخوص غمار التنافس خاصة حينما يشارك الناشئ في بطولة لأول مرة في تاريخه الرياضي أو التنافس مع خصم قوي أو مع خصم مجهول المستوى أو أن يكون التنافس على ملعب وأمام جمهور غريب عليه أو وسط مشجعي الخصم المشهود لهم بالحماس والتشجيع المبالغ وغير ذلك من المواقف التنافسية التي لم تتوافق مع خبراته التنافسية، كل هذه المواقف تؤدي إلى زيادة حدة انفعالات الناشئ، ومن ثم قد تبعده عن المستوى الأقل من الاستثارة الأمر الذي يؤثر بالسلب في مستوى أداه أثناء التنافس، وفى مثل هذه الظروف، لذلك يجب أن يحدد لها إعداد نفسي خاص تبعا لنوع وعدد متغيرات الموقف التنافسي الجديد، وهذا الإعداد يهدف إلى محاولة إكساب اللاعب الخبرة النفسية الخاصة بتنوع الموقف التنافسي الأمر الذي يساعده على إظهار كل ما لديه من قدرات بدنية ومعرفية وانفعالية من أجل تعبئة وتوظيف كل طاقاته من أجل تحقيق ذاته الرياضية وتأكيدها وتميزها، وهكذا يقف الإعداد النفسي الخاص للتنافس والإعداد النفسي الخاص بالقدر الذي يتم فيه الإعداد البدني والمهاري والخططي نفسه.
كما يجب على المدرب إكساب الناشئ العديد من المهارات والقدرات والسمات الخلقية والإرادية ومحاولة تطوير وتنمية مختلف السمات الإيجابية فيه وفي الفريق كسمات المثابرة والثقة بالنفس والشجاعة وطموح المنافسة الشريفة واللعب النظيف والخلق الرياضي واحترام المنافسين والحكام والجمهور وكل الذين لهم صلة بمنظومة كرة القدم بجانب ترسيخ القيم والمهارات والتزود بالمعلومات التي تتضمن اشتراك عملياته العقلية والمشاركة الإيجابية في تقديره واحترامه لنفسه وللآخرين والتحكم في تعبيراته الانفعالية وتشكيل مختلف دوافعه النفسية وتطوير سماته الشخصية والإرادية خلال المنافسة وغيرها.
وبعد أن نطمئن بأننا قمنا بكل هذه الخطوات يصبح عنصر المنافسة هو العنصر الإيجابي في توطين هذه الصفات لدى الناشئ بصورة عملية وعلمية؛ ولأن المنافسات الرياضية تخلق روح التنافس الشريف وإبراز إبداعاتهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم خاصة أن لكل نشاط رياضي خصائصه النفسية التي ينفرد ويتميز بها عن غيره ويصبح للمنافسة آثار نفسية أخرى تركزت في ثلاثة مجالات رئيسة، هي:
1ـــ أداء اللاعب في الموقف التنافسي.
2ـــ النتائج الشخصية المترتبة على الاشتراك في المنافسة.
3ـــ عملية اتخاذ القرار تحت ظروف المنافسة.
وهنا تلعب الضغوط النفسية دورا حيويا في تقدم المستوى المهاري والتطبيق الخططي، فالضغوط النفسية المرتبطة بالمنافسة الرياضية توضح أن المنافسة الرياضية ينظر إليها كمصدر من مصادر الضغوط على الرغم من أنها موقف اختبار ذو شدة عالية يظهر فيها اللاعب جميع خبراته، حيث تحظى مباريات كرة القدم بالكثير من الثناء والتشجيع والعطف والحماس والمشاركة الوجدانية والروحية والظهور عبر الإعلام الذي يمثل الطريق إلى النجومية، حيث يظهر بوضوح تأثير الفوز والهزيمة أو النجاح والفشل، وما يرتبط بكل منهم من نواح سلوكية وانضباط هذه السلوكيات وفقًا للوائح والقوانين التي تنظم لعبة كرة القدم وحسب التعبئة النفسية.
ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة إلى إيجاد تنافس يعد أبناءنا من الناشئين إعدادا يحقق كل ما ذكرته عمليا وعلى أرض الواقع حتى يتم تدارك الأخطاء وتصحيحها ومعالجتها.
ووفقا لرؤية صائبة وشاملة كانت برامج الاتحاد العربي لكرة القدم، وما زالت تهتم بمنافسات الفئات العمرية نحو التطوير الشامل لكرة القدم العربية مبنية على أسس وجسور العناية والاهتمام بالناشئين بل بكل المراحل العمرية بل كانت الفكرة العامة أن تكون المنافسات العربية قبل المنافسات القارية والدولية لهذه الفئات حتى تكون خير معين في إعداد بدني ومهاري وخططي ونفسي للأبناء يتزودون به من أجل تحقيق النتائج المرجوة من هذه المنافسات وتزويدهم بثقافة التعامل الاحترافي مع المباريات بكل ما تكسبه هذه المباريات من تمالك الأعصاب وضبط النفس والسيطرة على الانفعالات التي تحدث للناشئ في هذا العمر، وتفعيل السمات الإرادية فيه خاصة في عدم اليأس والاستسلام والكفاح حتى آخر ثانية في المباراة وتعميق روح التفاؤل وتعليمهم أن كرة القدم لعبة ممتعة مثيرة يمكن أن تتغير نتيجتها في أي لحظة من لحظات المباراة، وذلك بقوة العزيمة والإصرار وتطبيق أنظمة اللعب والالتزام بالانضباط التكتيكي الذي يضعه المدرب، كل ذلك يمكن تطبيقه عملياً من خلال البطولات العربية بجانب أهداف أخرى كثيرة تتحقق من خلال المنافسات العربية منها:
1ـــ منح هذه الفئة الفرصة للدخول في جو المنافسات واكتساب الخبرات بالاحتكاك والتعود على جو المباريات التنافسية.
2ـــ اكتشاف المواهب في هذه السن المبكرة وصقلها عن طريق التنافس العربي عربي.
3ـــ إتاحة الفرصة لهم للتعارف وخلق الصلات الطيبة.
4ـــ تقديم عمل ثقافي رياضي للنشء من خلال الفعاليات المصاحبة للبطولة يكسبهم ثقافة القانون والأمور التنظيمية من خلال محاضرات ونشرات وغيرها من الوسائل الأخرى والتطبيق العملي لذلك داخل وخارج الملعب.
5ـــ تعودهم على التعامل بالطرق الاحترافية في طريقة التدريب والغذاء والنوم وما إلى ذلك من الأمور التي لم يتعودوا عليها.
6ـــ التقاء الجهات الإدارية والفنية لهذه المنتخبات وتبادل الخبرات فيما بينها مما يعود بالفائدة على الجميع.
ولكن دعونا نتحدث بصراحة ووضوح أكثر ونسأل أنفسنا سؤالاً واضحاً ومباشراً.. هل مسؤولية تطوير كرة القدم العربية عبر العناية بالبراعم والناشئين والشباب هي مسؤولية الاتحاد العربي لكرة القدم وحده؟
وأنا هنا أجيب عن هذا السؤال من وجهة نظري الشخصية أن الاتحاد العربي لكرة القدم ليس هو المسؤول الوحيد للقيام بهذا الدور بل يجب أن يشارك الجميع في ذلك والجميع هنا أعني بهم:
1ـــ وزراء ووزارات الشباب والرياضة في الدول العربية كافة: حيث يقومون بدورهم في المشاركة وتسهيل مهمة الاتحاد العربي لكرة القدم بإقامة هذه البطولات وتسخير كل إمكانياتهم المادية والبشرية لمواصلة هذا النشاط واستضافة دولهم له لأنهم الوحيدون المستفيدون من التطور الذي يحدث لأبنائهم وسنجدهم أول من يهلل ويكبر عند تحقيق أي منتخب لبطولة أو تأهل لنهائيات قارية أو دولية والأحرى بهم القيام بدورهم المنوط به.
2ـــ الاتحادات العربية المحلية لكرة القدم: وهي صاحبة الأمر والمسؤولة عن تطوير مستويات الفرق والمنتخبات الوطنية في كل قطاعات الناشئين والكبار وواجب عليهم أن يقوموا به وأن يشاركوا في هذه البطولات بفاعلية وإيمان بأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد الذي يؤدي بنا إلى تحقيق الانتصارات القارية والعالمية.
3ـــ الشركات التجارية العربية: وهي مسؤولة بدرجة كبيرة جداً لأن أبناءنا لهم حق على هذه الشركات وعليها أن تمنحهم هذا الحق ويمكن لخبراء التسويق في هذه الشركات إيجاد وابتكار مصادر دخل من خلال بطولات الناشئين تغطي بها تكلفة رعايتها لهذه البطولات، خاصة أن القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال انتشرت وعلى أتم استعداد للمشاركة بل منها من لديه الاستعداد لرعاية بطولة بكاملها، وإن لم تسر الأمور وفق المرئيات التسويقية لهذه الشركات فلتستقطع جزءا من أرباحها تسهم به في إعداد أبنائنا لمثل هذه المنافسات حتى لا نجرح كبرياء أبنائنا بتجرعهم طعم الهزيمة.
4ـــ الإعلام الرياضي العربي: هناك واجب كبير ومسؤولية تاريخية أمام الله والوطن بحث كل هذه الجهات على المشاركة في هذه البطولات تحت مظلة الجسم العربي الذي يقدم البرامج الخاصة بتنظيم هذه البطولات وهو الاتحاد العربي لكرة القدم بل فلنذهب أكثر من ذلك ونقول إن على الأقلام النزيهة الشريفة الغيورة على أبناء أجيالنا المقبلة أن تكتب حتى يجف المداد من أجل تحريك الحس الوطني العربي من أجل العناية بأطفالنا الذين شربوا من كأس الهزيمة المرة بدلاً من أن نقحمهم في أمور تحزنهم، فدموع أبنائنا الذين نزلت بعد مباريات الخروج المحزن في منافسات آسيا وإفريقيا أبكتنا جميعنا، وممارسة كل الضغوط الإعلامية من أجل إقناع صناع القرار في الجهات المذكور للتفاعل مع هذا الواجب الوطني وإزاحة الهم الذي ظل هاجساً يقلق مضاجع القائمين على أمر الرياضة في هذا القطاع.
إن التقاء أبناء العرب في مثل هذه المناسبات يقوي ويمتن العلاقة بينهم ويشعرهم بوحدتهم العربية ويرسخ في أذهانهم أهمية التمازج الفكري والروحي عبر وسيلة من الوسائل التي جمعت بين شعوب العالم كلها باختلاف أعراقهم ولهجاتهم واعتقاداتهم الدينية والعرقية، فما بالك بنا ونحن بلهجة واحدة ومصير واحد وأمل واحد، وهي المستديرة الساحرة المجنونة الممتعة التي تسمى كرة القدم، وطالما أن هؤلاء الناشئين هم عماد المستقبل وقادة الأمة في مستقبل أيامها فربما تتوحد الأمة في يوم من الأيام على أيديهم، ولكن لابد أن نغرس ذلك في نفوسهم منذ الصغر وفي كل المحافل وخاصة الرياضية وبالتحديد كرة القدم، وهذا لا ينطبق فقط على فئات الناشئين بل عبر الكبار أيضاً، فلنبتعد عن المبررات الواهية والفلسفة العمياء التي يطلقها عدد من الإداريين فيما يخص مشاركاتهم في البطولات العربية وبحجة أنها لا تؤهل إلى بطولات عالمية ناسين أو متناسين واجبنا تجاه هذا الوطن، وليعلم هؤلاء أنه كلمنا تنكرنا لعروبتنا تنكر العالم لنا، ويجب أن يعلموا أننا إذا أردنا أن نتعلم السباحة فأفضل لنا أن نتعلمها في أحواض السباحة في داخل منازلنا العربية من أن نتعلمها في البحر فنغرق ونصبح أضحوكة مثلما حدث لأنديتنا ومنتخباتنا العربية في معظم البطولات القارية والعربية، فبطولات الاتحاد العربي لكرة القدم المختلفة كان لها دور كبير في تطوير المستويات الفنية للأندية والمنتخبات، كما أنها أسهمت بطريقة مباشرة وغير مباشرة في صقل وتأهيل وإعداد عدد من الفرق العربية واللاعبين العرب.
وبكل شجاعة وتجرد نقول خير لنا ولمستقبل أجيالنا أن ندفن أحقادنا واختلافاتنا وحسدنا لبعضنا في الرمال بدلا من أن ندفن رؤوسنا في رمال تظهر ضعفنا وتعود علينا بخزي وخسارة سيسطرها التاريخ، ولتكن البطولات العربية خير إعداد لمنتخباتنا وأنديتنا لمشاركاتها القارية والدولية، وتحقيق النتائج التي تليق بمقامنا الرياضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي