مناشدة من أجل مسجون
كثير منا يعرف قصة حميدان ذلك الطالب المبتعث الذي كان يطمح أن يقال عنه في يوم ما وهو عائد إلى بلده الدكتور حميدان، فإذا بلقب الدكتور يصبح السجين حميدان ويصدر الحكم الأمريكي الظالم ليحرم هذا المبتعث من حريته ومن والديه وأهله وأطفاله وأسرته لمدة 28 عاما يقضيها في سجن معزول مع القتلة والمجرمين والمدمنيين كل ذلك بسبب تهمة باطلة وحكم جائر.
قرأت رسالة قيل إن حميدان كتبها من سجنه وصف خلالها معاناته ورأيت أن من الواجب علي أن أنقل هذه الرسالة ليقرأها أكبر عدد ممكن من الناس فرب دعوة من أحدهم تستجاب ويكون بها إطلاق سراحه يقول حميدان في رسالته:
(أضع رأسي أضع يدي تحت رأسي .. وأجلس أتابع (فيلم) حياتي على (شاشة) عقلي.. وتنزل دمعتي بكل عفوية .. أحاول أن أخنقها .. إلا أنها تخنقني.. أنهض .. من سريري .. وأقف أمام جدار الزنزانة .. أقترب منه .. أحاول أن أذوب وأخرج..
اشتقت لأمي .. لزوجتي .. لأبنائي.. اشتقت لحريتي..
لا يمكنكم وصف كمية العجز في إدارة حياتك بدون حريتك ..
(لحظة بكاء)
في نصف الليل أقوم لأصلي قيام الليل ..
نعم .. أمريكا حرمتني .. أحبابي
إلا أنها لم تحرمني ربي ..
ابكيييييييييييييي بعمق في سجادتي..
ينهض صاحبي الذي بجواري ويبكي معي ..
ينتظرني حتى أنهي صلاتي ومن ثم يضمني ويبكي معي .. كأننا ثكالى بل نحن كذلك ..
أقلب نظري يميناً ويساراً لا شيء جديد سوى النـزف ..
يتجه صاحبي إلى سريره ليدعي النوم .. وبالحقيقة أسمع بكاءه المخنوق .. من تحت وسادته .. البالية.. أتجه أنا إلى سريري ..
وألتحف (فضلة) .. أمريكا على..!!
وأنام حتى يوقظني صاحبي الآخر .. إن صلاة الفجر قد حانت..
أقوم لأصلي الفجر مع ثلتي القليلة .. على مرأى من عيون بعض اليهود والمسيحيين ..
تنتهي الصلاة .. يتجه كل واحدٍ منا إلى حضن فراشه اليتيم ..
وأتجه أنا .. إلى ذات السرير ..
نستيقظ الساعة السابعة لنتناول إفطارنا .. نتناوله .. جميعا .. نعم متفرقون في كل شيء إلا أن السجن يجمعنا بذات الحلم .. الـ freedom هو حلمنا جميعا..
حتى يحين وقت الاستراحة .. أخرج أنا إلى ساحة السجن ..
وأفكر .. بقضيتي ..
كيف (لتهمة) لا أساس لها تزجني في السجن إلى أجل غير مسمى ..
كذبة اختلقتها أمريكا على لسان خادمتي .. تصدقها أمريكا بذاتها ..
تكذب الكذبة وتصدقها.. ولكان قضايا الأرض انتهت ..
وتفرغت للتهم ولتنظيف الأرض مني ومن أشكالي ..
وهناك ألف قضية تصنعها أمريكا .. ولا أحد يحاكم فيها..!!
ألف ضحية تموت على يدها الكريمة .. وليس هناك من محاسب ..
لا بأس فدعوة المظلوم لا حجاب بينها وبين الله ..
.. أحلامنا شتى إلا أن حلما واحدا يجمعنا ..
نعم.. كما توقعت أنت .. حلم الحرية..
تبا لبلد الحرية والديمقراطية .. التي ترفعها شعارا لا أكثر ولا أقل ..
أن تخسر جزءا من حياتك شيء صعب, ولكن كيف لو تخسر حياتك بأجمعها..؟
أترك لكم الإجابة يا سادة..!! ترى ما حجم الجرح الذي انبثق في قلوبكم..؟
جرحكم يا سادة صغيييييييييييييييييييييييير مقارنة بجرحي وجرح أهلي..
جرح لا يمكن وصفة مهما تجمعت الأنس والجن ..
..آآآآه يا قلبي ..
سأمضي هنا 28 عاما,, لوحدي..
ستشرق الشمس لمدة 10.220 يوما ..
وسأستقبل العيد لوحدي .. 56 مرة ..
يا ألله كن معي ..
أردد ما قالته ابنتي لمى لي ..
إن بعد الليل فجرا .. وبعد الظلام نورا ... وبعد العسرِ يسرا.
النصر قادم والفرج قريب ..
..أستأذنكم يا سادة فالشرطي يطلب مني أن أنام ..
..لا تنسوني من صالح دعواتكم ..
ابنكم .. السجين (الدكتور) حميدان التركي
هذه بعض مقاطع رسالة حميدان التي كتبها في سجنه، كما شاهدت أخيراً فيلماً قصيراً على اليوتيوب يناشد فيه عددا من العلماء والوجهاء وأهل حميدان الرئيس الأمريكي أن يطلق سراحه، وأنا اليوم ونحن في هذه الليالي العشر المباركة أدعوكم لا لتناشدوا الرئيس الأمريكي بل لتناشدوا رب السماوات والأراضين، وأن ندعو جميعا لحميدان ولكل أسير مظلوم في غياهب السجون أن يطلق الله عز وجل سراحه ويفك أسره فليس لمثل هذه القضايا إلا أبواب السماء فمنها يأتي الفرج وعليها يجب أن يكون التوكل وإليها الملجأ.