على أرض المونديال .. «قراءة في كتاب»

في صباح يوم الثلاثاء بتاريخ 19/12/1424هـ قرابة الساعة الحادية عشرة كنت قد فرغت من قراءة كتاب المناضل الإفريقي نلسون مانديلا, وهو يروي سيرة تجربته النضالية الفذة في جنوب إفريقيا, التي أسفرت بعد أكثر من نصف قرن, عن النصر وعودة السلطة إلى الأغلبية الإفريقية.
ومن الجميل أن نستفيد من تجارب الناجحين العظماء الذين أسهموا بتغييرات جذرية في حياة أمتهم، ومع اهتمام الناس بمتابعة المونديال الماضي القريب وكأس العالم, آثرت إعادة بعض الفوائد التي قمت بكتابتها أثناء قراءة كتاب مانديلا ''رحلتي الطويلة من أجل الحرية'', ومن أهم هذه الفوائد ما يلي:
''العامل الأساسي في صياغة شخصية الإنسان هو تنشئته وليس طبيعته التي ورثها'' (ص 6).
''للعمل الصالح والكرم جزاؤهما الذي لا يعلم أحد كيف يوفي'' (ص 10).
''الأطفال غالبا أقل المخلوقات انفعالات وعاطفة, خاصة عندما تستحوذ على مشاعرهم ضروب جديدة من المتعة واللذات'' (ص 16).
''القائد كالراعي يسير وراء القطيع، فيدع أكثرها رشاقة يتقدم وبقية القطيع تتبع دون أن تدرك أنها توجه من الخلف'' (ص 20).
''المتعلم لن يرضى بالظلم لأنه قادر على التفكير بنفسه'' (ص 69).
''الفقر غالبا يكون محضنا لأكثر العلاقات البشرية، فعندما يكون المرء فقيرا قليلا ما يقبلون الناس على صداقته بخلاف إذا ما كان ثريا, فالثروة مغناطيس تجذب الآخرين والفقر منفر يبعدهم عنك. والفقر يظهر أكثر ما في الآخرين من كرم'' (ص 75).
''المرء لا يعد رجلا ما لم يمتلك بيتا خاصا به'' (ص 103).
''إن الظروف غالبا ما تفرض الأحداث في عالم السياسة مهما خطط المرء وتحسب'' (ص 105).
''التاريخ يتقدم من خلال الصراع وأن التغيير إنما يتحقق على مراحل من القفزات الثورية'' (ص 117).
''المقاومة السلمية السلبية تؤتي ثمارها عندما يكون خصمك على استعداد لاحترام القواعد نفسها والالتزام بها. لكن إذا قوبل الاحتجاج السلمي بالعنف والقوة فقد فعاليته. لم يكن اللاعنف في تصوري مبدأ أخلاقيا بل استراتيجية محددة'' (ص152).
''من السهل أن يرى المرء صواب عمل سياسي وهو يقرأ عنه في الصحف, لكن عندما تكون في قلب معركة سياسية حامية فإنك لا تملك الوقت الكافي للتأمل والتدبر'' (ص 160).
''التعليم أعظم محرك للنضج الشخصي'' (ص 160).
''ليس من الحكمة إطلاقا أن يدعي الإنسان لنفسه موقفا أخلاقيا أسمى من موقف خصمه'' (ص 176).
''إنما تعرف الأمم بسجونها، إذ ينبغي الحكم على أمة ما من خلال معاملتها لأدنى مواطنيها وليس لأرقاها'' (ص 193).
''ينبغي ألا تكون عزة النفس دوافع لاتخاذ القرارات التي ينبغي أن تصدر عن استراتيجية واضحة'' (ص 208).
''المناضل يكافح من أجل الملايين'' (ص 217).
''النضال من أجل الحرية يفرض على المرء أن يقدم تنازلات وأن يلتزم بضوابط ربما كان يمقتها في شبابه عندما كان غرا متسارعا'' (ص217 ).
''السجن يجعل المرء يقدر قيمة الأمور العادية البسيطة كالمشي والشراء, أن يملك أمر التحكم في زمام شؤونه الخاصة بنفسه'' (ص 241)
''عندما تتحدى كرامة الإنسان ما فتوقع منه المقاومة والتصدي'' (ص 263).
''كي يكون الإنسان مستعدا لأمر ما فعليه أن يتوقع حدوثه, فلا يمكن أن يكون المرء مستعدا لشيء لا يعتقد أنه سيحدث فعلا, وتذكرت قول شكسبير ''تقبل الموت برضا كامل ليصبح الموت عذبا كعذوبة الحياة'' (ص 355).
''الذين يخططون للثورة عادة ما يستولون على الحكم'' (ص 357).
''فقدان المرء حاسة الزمن يجعل من السهل عليه أن يفقد عقله'' ( ص 370).
''أول ما يجب أن يحسن المرء إتقانه لتحقيق ذلك هو الوسائل التي تضمن له البقاء, فعليه أن يعرف أهداف عدوه قبل أن يتمنى أي خطة لإحباطها'' ص (370).
''إن على القائد أحيانا القيام بأعمال لا ترضي الآخرين, وربما ظلت نتائجها مجهولة لعدة سنوات'' (ص 371).
''من علامات التفاؤل أن يحافظ المرء على رأسه مرفوعا في السماء'' ص (371).
لأخبار هي المادة الفكرية الخام للنضال'' (ص 389).
''الدرس هو أنه لا يوجد إنسان في الدنيا, خاصة المسؤول في السجن يرضى بأن توضع سلطته في المحك أمام الناس'' (ص 392).
''في أعماق كل إنسان, حتى أكثر الناس وحشية وقسوة, قدر من الإنسانية. وأنه بإمكان كل إنسان أن يتغير إذا ما لمست جوانب الخير في قلبه ونفسه'' (ص 433).
''لا شيء يرفع معنويات السجين أكثر من علمه أن الناس يؤيدون القضية التي سجن من أجلها'' (ص 453).
''التمرينات الرياضية تمتص الغضب والتوتر, وهما العدوان اللدودان لصفاء الذهن وسكون النفس'' (ص 460).
''علمني ذلك أن المرء كي يقود قومه عليه أن يعرفهم حق المعرفة'' (ص 461).
''وآكد ما ظللت أؤمن به منذ زمن بعيد هو أن التعليم أعدى أعداء التعصب'' (ص 472).
وبعد استعراض هذه الفوائد التي تنم عن عصارة تجربة ناجحة لهذا الرجل الذي كان عضوا فاعلا في حركة النضال الشعبية المناهضة للنظام العنصري وأصبح قائدا ثم مؤسساً يقارع الظلم من داخل الحركة ومن خلال عمله كمحام, وخفية من خلال عمله السري وهو طريد تلاحقه سلطات القمع والاستبداد, وأثناء سجنه مرات, ومنها سجنه في جزيرة روبن 27 عاماً, لقد تعلمت من شخصية مانديلا الإرادة الصلبة والنفس الطويل, وتعلمت من مانديلا أن الحياة السياسية تحتاج إلى مراس ودربة حتى يعرف الإنسان دوره فيها وإلا أصبح تابعاً لغيره في لحظات يظن أنه هو القائد, وتعلمت من مانديلا أن لكل وقت ظروفه, وأنه يجب التعامل مع كل ظرف بما يناسبه مع نظرة تفاؤلية بعيدة المدى للرحلة الطويلة لمشروع العمر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي