بقايا حلم إفريقي

- أسدل الستار على كأس العالم في جنوب إفريقيا وانتهت الحفلة بفوز إسباني بالكأس الأغلى عالميا وأكدت هذه البطولة أن الدوري القوي يولد حضورا مشرفا وقويا عكس ما كان يقال عن أن الدوري القوي قد يولد منتخبا ضعيفا وكان هذا دارجا في فترة سابقة.
- أسدل الستار عن بطولة أقيمت في دولة إفريقية تقديرا لمناضل أسود اسمه نيلسون مانديلا كان مسجونا لمدة 27 عاما لمناهضته للعنصرية في دولة كانت عنصرية ولكنها أصبحت دولة ديمقراطية تتسع للجميع ومن كل الألوان والأشكال ما يعزز الأهداف السامية للفيفا في نبذ العنصرية بكافة أشكالها.
- أسدل الستار على بطولة شهدت أخطاء تحكيمية واضحة وفاضحة ولكن كانت النهاية استسلام تام لقرارات الحكام رغم قساوتها وجسامة الأخطاء ولكنها كرة القدم.
- أسدل الستار على واحدة من أجمل بطولات كأس العالم من حيث إن كل مجتهد أخذ نصيبه فخرجت دول كبرى في كرة القدم من الدور ثمن وربع النهائي ولم تحدث فضائح في تلك الدول أو اتهامات أو خروج عن النص الإعلامي أو الفني أو الإداري بل ذهب الجميع للاستمتاع بإجازة الصيف.
- أسدل الستار على شكل جديد لمنهج كرة القدم يؤكد أن وجود مجموعة لاعبين في ناد واحد قد يسهم بقوة في انسجام اللاعبين وتحقيق الإنجاز.
- لا شك في أن كرة القدم أصبحت سياسة وثقافة واقتصادا ولم تعد فقط جلدا منفوخا يطارده 22 لاعبا ، لا بل هي أكبر وأضخم من ذلك بكثير.
- السؤال المطروح هو: ماهية الدروس المستفادة التي علينا أن نبحثها ؟ وأن ندرسها وأن نتعامل معها من خلال هذا المونديال . إن كأس العالم تظاهرة رياضية كبيرة فيها كل ما قد نحتاج إليه في تطوير اللعبة سواء من أمور إدارية أو فنية أو إجرائية وقريبا يصدر الفيفا التقارير الخاصة بالبطولة في كتيبات غاية في الدقة والروعة والجمال وترسل للاتحادات الوطنية باللغات الرسمية الأربع للفيفا وعلى الاتحادات الوطنية أخذ العبر والدراسات من هذه المراجع الدولية.
- صراع طويل قاده شخص اسمه داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم وبدعم من حكومة بلاده قبل أكثر من عشر سنوات كان يعتقد أن هذه البطولة ستسهم في التعريف ببلاده وستنقل الصورة الحقيقية لبلاده وستقدم مكاسب اجتماعية ورياضية وثقافية وفكرية لجنوب إفريقيا، قاد هذا الملف حتى استطاع الفوز بالاستضافة. وبالفعل كانت بطولة عالمية ممتازة رغم الصعوبات التي حدثت أثناء سير المونديال .
- أسدل الستار وفاز بطل جديد ثامن بكأس العالم الذي يحتفل بعيد ميلاده الثمانين وأصبحت القمة أكثر اتساعا.

أطروحات
- للأسف هناك من حاول أن يظهر قيمة لنفسه رغم أن ما قام به هو إجراءات روتينية بحتة من العيب أن تذكر أو تتداول في الإعلام ولكن هكذا نحن دائما نصغر الكبير ونكبر الصغير.. وعندما نعطي كل شخص قيمته وقدره سنصبح في المقدمة في كل شي.
- في حالة الرغبة في إصدار إحصاءات سنوية لا بد أن تكون هناك إجراءات صحيحة وسليمة لكي تكون ذات قيمة لدى المتلقي أما مجرد السرد لأحداث موسم رياضي فهذه لا يعتد بها في عالم الإحصائيات لأن هناك فروقات بين الأندية وتصنيفات لابد من الأخذ بها.
- مكانتي في موقع مسؤولية في ناد كبير مثل النصر لا يسمح لي بالرد على تفاهات الصغار خصوصا من يبحث عن إيجاد مكان لنفسه في المجتمع الإعلامي الرياضي.
- مفهوم عدم تدخل الحكومة في الاتحادات الوطنية ليس معناه الفصل التام بين الاثنين فليس هناك غنى للرياضة عن السياسة والعكس صحيح وفي دول العالم الثالث تعتبر الحكومات أكبر داعم للرياضة لأن الشركات والمؤسسات غير مقتنعة بأن الرياضة صناعة ويمكن أن تعطي مردودات كبيرة لسد جشعها، ولكن الفصل المقصود بين الحكومة والاتحادات هو في تسيير اللعبة من الناحية الفنية والإدارية والإجرائية بحيث لا يكون هناك عدم حيادية قد تؤدي إلى عدم الإنصاف في إقامة المسابقات وتشكيل مجلس الإدارة ، ورئيس الفيفا يستقبل في معظم الدول من قبل أعلى القيادات السياسية وهذا يؤكد أهمية العلاقة بين الحكومة والاتحادات الوطنية بل إن الفيفا لو يعلم ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم في المملكة لإعادة النظر في جعل الحكومة المرجع للاتحادات الوطنية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي