كرة القدم العربية وإشكالية التأهل للمونديال (2 من 4)
مواصلة للحديث عن مشاركات الدول العربية في المونديال, لا بد أن نذكر أن المغرب هي أول دولة عربية تشارك في البطولة بعد فترة الانقطاع تلك في نهائيات عام 1970 التي أقيمت في المكسيك. وفي هذه البطولة لعب المغرب ضمن فرق المجموعة الرابعة إلى جانب كل من ألمانيا وبيرو وبلغاريا, وخرج من الدور الأول بعد أن احتل ذيل المجموعة التي تصدرتها ألمانيا وتلتها بيرو.
في عام 1978 في الأرجنتين حققت تونس أول فوز عربي في تاريخ المونديال بفوزها في إطار مباريات المجموعة الثانية على المكسيك بثلاثة أهداف لهدف. وضمت المجموعة التي شاركت فيها تونس إلى جانب المكسيك كلا من بولندا وألمانيا اللتين تأهلتا إلى الدور التالي.
وفي عام 1982 كانت البطولة التي أقيمت في إسبانيا هي أول بطولة تشهد مشاركة فريقين عربيين هما الجزائر والكويت. وحققت الجزائر أفضل نتائج لفريق عربي في تاريخ البطولة آنذاك بفوزها على كل من ألمانيا بهدفين لهدف وعلى شيلي بثلاثة أهداف لهدفين في إطار المجموعة الثانية إلا أنها فشلت في التأهل بعد خسارتها أمام النمسا بهدفين للا شيء حيث تأهلت كل من ألمانيا والنمسا بفارق الأهداف بعد تساويهما مع الجزائر في عدد النقاط.
أما المنتخب الكويتي فخرج من الدور الأول بعد أن تذيل المجموعة الرابعة التي تصدرتها إنجلترا تليها فرنسا ثم تشيكوسلوفاكيا في المركز الثالث.
وفي بطولة عام 1986 في المكسيك زاد عدد الفرق العربية المشاركة في النهائيات إلى ثلاثة فرق هي العراق عن قارة آسيا وكل من المغرب والجزائر عن قارة إفريقيا.
وكانت هذه أول بطولة ينجح فيها فريق عربي في تجاوز الدور الأول عندما حقق المغرب المفاجأة بتصدر المجموعة السادسة التي ضمت كلا من إنجلترا وبولندا والبرتغال بينما خرج كل من العراق والجزائر من الدور الأول. ولم يتمكن المنتخب المغربي من مواصلة مسيرته للدور ربع النهائي بعد خسارته في الدور الثاني أمام ألمانيا بهدف للا شيء. وفي بطولة عام 1990 في إيطاليا شاركت مصر للمرة الثانية في تاريخها إلى جانب منتخب الإمارات الذي شارك للمرة الأولى في النهائيات. وفي هذه البطولة تعادلت مصر مع كل من هولندا وأيرلندا ثم خسرت أمام منتخب إنجلترا لتحتل المركز الأخير في المجموعة السادسة وتخرج من الدور الأول, بينما احتل المنتخب الإماراتي المركز الأخير في المجموعة الرابعة بعد خسارته مبارياته الثلاث أمام كل من ألمانيا ويوغسلافيا وكولومبيا. وفي عام 1994 شارك المغرب للمرة الثالثة بينما شاركت السعودية للمرة الأولى في النهائيات التي أقيمت في الولايات المتحدة. وأوقعت القرعة الفريقين في المجموعة نفسها (المجموعة السادسة).
ونجح المنتخب السعودي في الوصول إلى الدور التالي بعد أن حقق نتائج طيبة بالفوز على كل من المغرب وبلجيكا بينما تصدرت هولندا المجموعة.
وفي الدور التالي خسر المنتخب السعودي مباراته أمام منتخب السويد بثلاثة أهداف لهدف واحد ليودع البطولة, لكن بعد أن ترك انطباعا طيبا على الساحة الكروية الدولية.
أما نهائيات فرنسا عام 1998 فكانت المرة الثالثة التي تشارك فيها ثلاثة منتخبات عربية في البطولة هي كل من: المغرب والسعودية للمرة الثانية على التوالي ومنتخب تونس الذي غاب عن النهائيات 20 عاما, لكن الفرق الثلاثة خرجت من الدور الأول للبطولة.
وفي مونديال اليابان وكوريا الجنوبية الذي أقيمت مبارياته لأول مرة في بلدين عام 2002 شاركت السعودية للمرة الثالثة على التوالي إلى جانب منتخب تونس كممثلين للعرب إلا أن كلا الفريقين خرجا كذلك من الدور الأول. وفي هذه البطولة مني الفريق السعودي بهزيمة ثقيلة للغاية في أولى مبارياته أمام المنتخب الألماني الذي فاز عليه بثمانية أهداف للا شيء. وفي بطولة عام 2006 في ألمانيا مثل العرب أيضا منتخبا السعودية وتونس اللذان أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة) المجموعة الثامنة) مع كل من إسبانيا وأوكرانيا. وخرج الفريقان من الدور الأول حيث تأهل المنتخبان الإسباني والأوكراني إلى الدور التالي.
ربما لم تحظ كرة القدم العربية بعديد من المشاركات في بطولات كأس العالم على مدار تاريخها, لكن المنتخبات العربية حققت حضورا قويا في البطولة منذ عام 1982 حتى بطولة كأس العالم الماضية عام 2006 في ألمانيا قبل أن تسفر التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 عن أضعف حضور للكرة العربية في البطولة منذ نحو ثلاثة عقود.
من خلال هذا الاستعراض يتضح لنا أن مشاركات الدول العربية في المونديال بدأت مبكرا وبالتحديد منذ مشاركة المنتخب المصري في البطولة الثانية عام 1934 في إيطاليا، لكن لم تترك المشاركات العربية بصمة فعلية في المونديال ماعدا المرات التي شارك فيها ثلاثة منتخبات عربية ومشاركات السعودية الأربع المتتالية.
عليه نواصل في الحلقات القادمة بقية ما ورد عن مشاركات الدول العربية, ولا بد لنا من ذكر بعض الأرقام والإحصائيات عن مشاركات الدول العربية لتكتمل صورة المشاركات والتأثيرات والاستفادة التي حققتها من خلال هذه المشاركات، ثم نناقش بهدوء السبل والوسائل التي تقودنا إلى كيفية الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل.