كيف نطور اللعبة؟
تحسرت وأنا أشاهد افتتاح مونديال 2010م بدون وجود علم التوحيد داخل ملعب (سوكر سيتي) وتذكرت اللحظات التاريخية لافتتاح كأس العالم 1994م في مدينة شيكاغو وكنت حاضرا في الملعب وشاهدت الأخضر الخفاق يرفرف مع بقية أعلام الدول المشاركة، وتألمت عندما فازت كوريا الجنوبية على اليونان بهدفين و"ضاق صدري" عندما فازت اليابان على الكاميرون، عندها تذكرت منتخبنا وتمنيت لو أنه كان موجودا في جنوب إفريقيا.. لقد خسرنا أسهل تأهل للمونديال، خسرناه على أرضنا وبين جماهيرنا وأمام كوريا الشمالية ثم خسرناه مرة أخرى أمام البحرين والنتيجة النهائية ابتعادنا عن المونديال، وكل يوم يمر في كأس العالم أشعر بمرارة عدم التأهل، ولكن طالما أن ذلك حصل وانتهى فإن العمل يجب أن ينطلق إلى الأمام دون النظر إلى الخلف، عمل استراتيجي جبار لبطولتي 2014م و2018م عمل يبدأ بخطط مدروسة سواء من فريق عمل تطوير المنتخبات أو من الاتحاد السعودي لبناء منتخب يحضر في كأس العالم، وهذا بحد ذاته إنجاز ونجاح لا يضاهيه أي شيء، حتى الفوز بكأس الأمم الآسيوية لا يوازي المشاركة في المونديال، وإذا استطعنا أن نذهب لأبعد من ذلك فهذا عمل رائع جدا، وإلم يحصل فلا بأس، فالوصول بحد ذاته شرف يتمناه كثير من الدول الكبرى في كرة القدم والدولة الوحيدة من بين 208 اتحادات في الفيفا شاركت في كل نهائيات كأس العالم هي البرازيل والبقية أقل من ذلك، ولا يمكن أن نطلب من منتخبنا بتاريخه وظروفه أن يكون ضمن أفضل ثمانية منتخبات في العالم، هذا يحتاج إلى وقت أطول ولكن بالعمل الجاد والاحترافية لا شك أن ذلك ليس مستحيلا.
هناك دول تكتب أمجاد تاريخها الكروي على مشاركة وحيدة في كأس العالم بل إن هناك دولة إفريقية جعلت يوم تأهلها لمونديال كوريا واليابان عام 2002م يوما وطنيا وإجازة عامة، ونحن للأسف لدينا من يقول لا نريد المشاركة، إذ إننا سنخرج من الدور الأول! ما هذا الهراء! ليتنا نصل المونديال عشرين مرة ونخرج من الدور الأول، ولكن يبدو أن وصولنا لأربع مرات متتالية جعل البعض يعتقد أن الأمر سهل وأن الوصول أصبح اعتياديا.
الوصول عزيزي القارئ حلم كبير ونجاح لعمل جبار، ومن يعتقد أن مشاركتنا في أربعة مونديالات عن القارة الآسيوية تخول لنا الفوز بكأس العالم أو احتلال مراكز متقدمة فهو يحلم وهو بلا جدال لا يفقه في كرة القدم، نعم تسمى المجنونة، ولكن هذه المجنونة لم تفز بأقوى بطولاتها إلا دول تستحق الفوز فعلا ولها تاريخ طويل وباع في كرة القدم.
** يوجد في المملكة 153 فريقا لكرة القدم التي تمثل الجمعية العمومية للاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وفي اعتقادي أن هذا العدد قليل جدا (أنا هنا أتكلم عن فرق كرة القدم وليس الأندية) مقارنة بكثير من الدول، وإذا ما أردنا أن ننافس بقوة على مراتب متقدمة في مجال اللعبة فإننا حتما نحتاج إلى قراءة ماهية كرة القدم لدى بعض الدول المتقدمة في اللعبة، فمثلا في ألمانيا التي عدد سكانها 82 مليون نسمة يوجد 27 ألف فريق مسجل في الاتحاد الألماني لكرة القدم، وهذا يعني أن لكل 3400 شخص هناك فريق يستطيع الانضمام إليه، وفي البرازيل التي عدد سكانها 156 مليون نسمة يوجد ما يقارب 15 ألف فريق مسجل في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، ما يعني وجود فريق رسمي لكل 11 ألف شخص، أما بالنسبة لنا في المملكة فإن عدد السكان يقارب 25 مليون نسمة ولدينا 153 فريقا كرويا ما يعني أن هناك فريقا لكل 164 ألف نسمة، وكلما كانت النسبة أقل فإن ذلك مؤشر على ارتفاع البنية التحتية للعبة من خلال العناصر، فالاتحاد الألماني لديه ستة ملايين لاعب مسجل في كشوفاته، ومن هنا أقول وأتمنى على الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم أن يفعل النظام الأساسي بفتح انضمام الفرق الكروية لكل الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وتخفيف شروط تسجيل الفريق لدى الاتحاد، والتقنية الموجودة الآن تستطيع التعامل مع هذه الأعداد، وألا تكون الفرق مرتبطة بأندية تلتزم بتسجيل عدد من اللعبات، وبالإمكان تطبيق الآلية نفسها مع الألعاب الأخرى.