أزمة المديرين الماليين
اطلعت خلال هذا الأسبوع على أكثر من مقال يتحدث عن توظيف المديرين الماليين، وكيفية توظيف السعوديين في هذا الموقع. وعند إعادة النظر في هذا الموضوع وجدت أن الموضوع متشعب ويهم أغلب الشركات.
بداية أستطيع أن أقول إنه من خلال عملي في مجال توظيف المديرين التنفيذيين، وجدت أن أكثر وظيفة يأتيني عليها طلب من الشركات بالبحث عنها هي وظيفة المدير المالي، ولعل متابعة قسم المالية من أهم الأدوار التي يتابعها المدير التنفيذي لأي شركة. وبعد الأزمة المالية الأخيرة، أصبحت الأمور المالية هي الشغل الشاغل لأكثر الشركات وخاصة بعد تضييق البنوك من عمليات الإقراض، إضافة إلى عمليات إعادة الهيكلة للقروض المالية لبعض الشركات وبعضها من الشركات العائلية الكبرى في المملكة والسبب الرئيس كان التوسع في الاستدانة للتوسع في عمليات الاستثمار الرأسمالي (أيام عز الطفرة الأخيرة) وهذا أدى إلى تغيير كثير من المديرين الماليين أخيرا.
ومن خلال نظرتي لمعظم الشركات السعودية خاصة العائلية، أستطيع أن أقول إن 70 في المائة و90 في المائة من موظفي قسم المحاسبة والمالية هم من غير السعوديين. كما أعرف أن الماليين في العالم هم أكثر المتخصصين المطلوبين للهجرة وخاصة في الدول المتقدمة، فالطلب على وظيفة المدير المالي كبير في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى ارتفاع رواتبهم بشكل كبير. ففي المملكة وصل راتب المدير المالي السعودي إلى 150 ألف ريال شهرياً تقريباً وأكثرهم في مدى 60 ألف إلى 100 ألفا ريال شهرياً، أما غير السعوديين فهم أقل من ذلك. أما أهم المؤثرات التي تغير من راتب المدير المالي فهي نوع الخبرة التي يمتلكها ونوع الشركات التي سبق أن عمل بها، وخبرته في التعامل مع الجهات التمويلية، والحصول على الشهادات المتخصصة مثل CMA - CPA.
وأخيرا أرى أنه على الشركات أن تعلم ماذا تريد من المدير المالي بالدرجة الأولى، فالمدير المالي في القطاع الصناعي يهتم بشكل كبير بحسابات التكاليف، وفي قطاع التجزئة مراقبة الذمم الدائنة وهكذا، وإذا ما فهمت الشركات هذا الشيء فإنها ستوفر رواتب وتكاليف مدير مالي لديه خبرات في أشياء لا تحتاج إليها.
الرئيس التنفيذي لشركة توطين لتوظيف المديرين