التحرُّش الجنسي .. بانزعاج ولكن بلا تهويل!

لست من أتباع «فرويد» ولا دراويشه.. ولكني أجد في نظرية «اللبيدو» أو الدافع الجنسي الأكبر في حياة الإنسان .. أجد فيها مبررا .. ربما في التحرش الجنسي إذا مارسه شاب أو مراهق مكبوت يجد نفسه في ظروف مواتية لعملية التحرش .. هذه الظاهرة المقلقة التي اشتد ظهورها أخيرا بوجود الخادمات الأجنبيات أيا كانت جنسيتهن في البيوت التي بها شباب في سن المراهقة .. وهو – المراهق – تحت ضغط الرغبة الجنسية – قد امتلأ ذهنه بعاريات الفضائيات .. ووجود خادمة بملابس ضيقة أو عارية سواء كانت مضطرة أو متعمدة .. يجد نفسه مندفعا إليها .. غير مهتم بنتائج هذا التحرش .. وربما تقبل الفتاة.. وربما ترفض .. المهم كيف تقاوم هذه الظاهرة.. وأقول إن الداعين إلى التوعية والإنذار والنصيحة يضيعون وقتهم.. فالدافع الجنسي أقوى من كل هذا.. والحل الوحيد هو ألا نوفر الظروف لهذا الفعل .. أي نفصل تماما بين المراهق والخادمة.. وواقعيا وعمليا ليس هناك حل آخر .. أقول ربما .. ربما أجد مبررا لهذا الشاب ولكن الذي لا أجد له مبررا ما يفعله الرجال الكبار .. خاصة الكفيل الذي يملك النفوذ والسلطة على الخادمة المسكينة الوحيدة المحتاجة البعيدة عن وطنها وأسرتها .. هذا النفوذ قد يكون بالتهديد بترحيلها فتفقد مصدر رزق لنفسها ولأسرتها.. وقد يكون بإغراء المال وهي الفقيرة المحتاجة.. هذا المتحرش ـ في رأيي ـ يفتقد أبسط معاني الرجولة والضمير ويفتقد أكثر الوازع الديني الذي هو حائط الصد الأساسي لكل عمل من هذا النوع.
لقد نشرت الزميلة «الرياض» موضوعا على مساحة واسعة ناقشت فيه هذه الظاهرة التي سمتها «نزوة الشيطان» وحققت وتحادثت مع بعض الخادمات اللاتي كن ضحايا هذا التحرش اللاأخلاقي وتحدثت مع المهتمين بهذه الظاهرة وكيفية الكشف عنها ومقاومتها .. ويجب أن نعترف أن التحرش موجود في كل الأماكن المزدحمة وموجود في كل المجتمعات.. والصحف طافحة بأخبار التحرش .. ومنذ شهور وقعت حادثة تحرش جماعي في أهم شوارع العاصمة المصرية .. وقد قامت وزارة الداخلية بإنشاء جهاز سري خاص لمراقبة الظاهرة في الأماكن المزدحمة .. في الأتوبيسات وفي طوابير الخبز، وفي طوابير حجز تذاكر دور السينما.. وهي ليست وقفا على الخادمات في جميع المجتمعات .. ويجب وضع الظاهرة في حجمها الطبيعي بلا تهويل، وهي أهون من الاغتصاب .. وقانا الله وإياكم السوء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي