غياب الهلال في حضرة الشمس!

أثبت فريق النصر للقاصي والداني أنه أحد أهم أركان كرة القدم السعودية بعدما قدم رجاله عصر أمس الأول مباراة رائعة أمام غريمه التقليدي الهلال في لقاء عامره بالكفاح والفن والمتعة توجوها بالفوز في قمة الكرة السعودية رغم النقص العناصري الكبير المتمثل في غياب حارسه الأساسي، ولاعبين من أهم عناصره البرازيلي أيدير، والكوري الجنوبي لي شن إلى جانب الورقة الرابحة الشاب سعود حمود.. ورغم الفارق النقطي الواضح بين الفريقين لمصلحة الهلال، ووجود نجوم الهلال يتقدمهم أجانبه وقوة الفريق الضاربة .. إلا أن «النصر بمن حضر» مقولة رمز النصر الراحل الخالدة كانت حاضرة في أذهان كل النصراويين .. وفي المقابل كانت الثقة الزائدة حاضرة وبشكل مبالغ فيه بين الهلاليين، التي وصلت إلى حد كبير في تصريحات البلجيكي إيريك جيريتس مدرب الفريق، وكذلك لدى مشجعي الفريق الذين حضروا للملعب بكثافة لمشاهدة نجومهم وهم يتفننون في تسجيل الأهداف في مرمى الحارس الشاب عبد الله العنزي .. الفارس الذي قام من كبوته ووقف بشجاعة أمام هجمات نجوم الهلال .. ورغم أن المباراة كانت مفصلية للفريق الهلالي لإحكام يده على الصدارة مع اقتراب نهاية الدوري، ولكن النصر أبى إلا أن يجعل للدوري حلاوة وحرم الهلال من إنجاز غير مسبوق بتحقيق البطولة قبل نهاية الدوري بأكثر من مرحلة كما كان يتمنى رئيسه الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي يبدو أن غيابه كان له تأثير في لاعبيه.
ـ لم يكن مستوى النصر مفاجئا في المباراة، ولكنه كان امتدادا لأداء الفريق منذ الشوط الثاني في مباراة الاتفاق مرورا بمباراة الشباب التي سيطر النصر فيها على مجريات اللعب وحاصر الشباب في نصف ملعبه، ولكن تفوقت خبرة الشباب .. وبدا جليا للجميع أن الفريق بدأ يتطور من مباراة إلى مباراة بعد أن بدأ المدرب الأوروجوياني خورخي ديسلفا بالاعتماد على العناصر الشابة، وفي مقدمتهم النجم القادم عبد الله القرني، وخالد الزيلعي، وسعود حمود، إضافة إلى محمد السهلاوي، إبراهيم غالب، وماجد هزازي جنب إلى جنب مع لاعبي الخبرة القائد حسين عبد الغني، والمبدع عبده برناوي، وبدأ لاعبو الفريق الأجانب كالمصري حسام غالي، والأرجنتيني فيجاروا في التجانس مع عناصر الفريق .. ولم يكن ليتم ذلك لولا الثقة التي منحها قائد مسيرة النصر الأمير فيصل بن تركي للمدرب وعدم انصياعه للأقوال المنادية بتنحيته .. كذلك دعمه لسلمان القريني مدير عام كرة القدم في النادي الذي تعرض لهجمة شرسة من أعداء النجاح .. إن ما يحدث في نادي النصر ما هو إلا باكورة نجاح للعمل الجاد والمخلص داخل النادي والثقة الممنوحة لمن اختارهم الأمير فيصل بن تركي للعمل معه وفي مقدمتهم نائبه عامر السلهام، القريني، وباقي أعضاء جهاز كرة القدم.
ـ سعد الحارثي أحد نجوم النصر المخلصين تعرض ويتعرض لهجوم شخصي من بعض الأقلام والأبواق التي لا يخفى على أحد أهدافها فتارة يتكلمون عن خلافاته مع المدرب وتارة خلافه مع زملائه وتارة عن إخلاصه للنادي وغيرها من الأشياء التي لن تؤثر في نجم بقامة سعد الذابح المثقف الخلوق والمحب للكيان الذي برز منه، ولا أخشى على سعد من ذلك، ولكن ما أخشى على سعد هو تعرضه للإصابة في موضع إصابته السابقة نفسه من قبل اللاعبين الخشنين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي