كيف العيد؟ (2)
** هوب.. هوب... هيلا هوب!
هذه أصوات المواطنين في أي مسلخ «رسمي» في أغلب مدن المملكة!
والـ «هوب» الأولى هي محاولة لأخذ أنفاس في داخل الزحام، والـ «هوب» الثانية هي للقفز على أكتاف الموجودين وسعياً إلى فتح باب حوار مع «قمر الدين إزلال»، عامل آسيوي يحسن تدبير الأمور والتعجيل باستلام الذبيحة مسلوخة، أما الـ «هيلا» السابقة للـ «هوب» ففيها انتشال للمقسوم من الجيب العلوي - أتمنى ألاّ تكون فاتورة محل الخيّاط - والـ «هوب» الأخيرة هي لرفع الكرتون المحتوي على الذبيحة وما تيسر من ملحقاتها!!
..................................................................
** لا أسوأ من أن تستلم ثوباً ضيقاً من الخياط ليلة العيد! إنه كابوس يقض مضجع أغلب الرجال وجميع الشباب و»كل جميع كافة» المراهقين!! فبالإضافة إلى الشكل الغريب الذي تخرج به للناس ومحاولة ضبط جلستك لمنع انفتاق الثوب.. فإنك تصبح ملتزماً بالاكتفاء برشفة قهوة و «سحبة» شاهي واحدة فقط في كل زيارة للأقارب. والويل لك إن وضعوا «مقلقل» على مائدة الإفطار.. فالمقلقل لا يتم تناوله بدون خبز، ويفضل أن يكون برّاً.. وهذا الأخير ينتفش في المعدة بعد شرب أي سائل!! والنتيجة طبعاً هي «طنق.. طنق.. طنق».. والأخيرة هي أصوات الأزرار المنطلقة من ثوبك باتجاه الضيف الجالس أمامك والمشغول تماماً بمحاولة ضبط زاوية تناول لقمة من بقايا «حميس» غارق في الدهون!
..................................................................
** لا يزال ذوو الاحتياجات الخاصة وذووهم يعانون من تهميش واضح في كيفية احتواء وجودهم أثناء الاحتفال بالعيد. وأنا أتحدث اليوم عمّن يعانون تحديات ذهنية وسلوكية. أسوق الحديث للمعنيين، ومنهم البلديات والأمانات، بعد أن مل الأهل من مضايقات وتذمر رواد الملاهي وأماكن الترفيه المزعومة! أعتقد أن الإكثار من الحدائق العامة التي توفر الألعاب البدائية (مراجيح، زحاليق، شعاليق) ستمثل طوق نجاة لكل موجوع. الناس في حالة «تصنيفهم» كأهالي لـذوي الاحتياجات الخاصة يرضون عادة بالكفاف.. ولا أرى أن هناك ما هو «أكفّ» من حديقة تكتنف ببعض الأراجيح! ولا أحسب أن خيار «المراجيح» المتاح بالقرب من الساحات البلدية كافٍ لضمان طمأنينة الأسرة.. فالخيارات يجب أن تتوسع وتنتشر أبعد من «قدر المستطاع» المألوفة! بعض الناس لا يرحم يا سادة يا كرام.. وليتنا ندرك أن هناك مئات من المواطنين المحتفلين بالعيد في «أماكنهم»!
..................................................................
** تجاه الغرب.. ونحو ما حدث في جدة، لا أملك سوى تقديم العزاء. يبدو أن السيل وجدنا أسهل مما ظنت الوديان!