أخطر من فيروس H1N1

في ظل انتشار الخوف من فيروس إنفلونزا الخنازير وحالة الرعب التي أصابت الكثير، نسي الناس كثيرا فيروسا آخر ينتشر بشكل أكبر من فيروس الخنازير، ويؤسفني أن أؤكد لكم في هذا الصباح الجميل أيها القراء الكرام والقارئات الفضليات، أنه أشد فتكا، وأعظم خطرا، وأكثر ضراوة بمئات المرات من فيروس الخنازير.
هذا الفيروس اللعين، ينشره المصابون به في كل مكان، وهو فيروس قديم قدم الإنسان، وهو فيروس طبيعي غير مصنع، يصيب جميع الأجناس والأعمار وينتشر في جميع البلدان، ولكن يبدو أن انتشاره في الدول الفقيرة والدول المتخلفة أكثر بخلاف فيروس الخنازير. إنه فيروس السلبية والإحباط.
ينتقل هذا الفيروس عن طريق المخالطة والمعاشرة للمحبطين والسلبيين، وأفضل طريقة ينتشر بها المرض هو عن طريق الجلوس مع محبط أو سلبي، يمطرك بعطسات الشكوى والتذمر، ويكح عليك رذاذ فقدان الأمل والسلبية، فهو دائم الشكوى من كل شيء، دائم الانتقاد لكل جهد، لا يرى في حياته أو عمله أو مجتمعه أي شيء إيجابي، لا يشعر بأي أمل في التغيير، ولا يسعى بشكل عملي إلى أي طريق لتحسين الأوضاع بأمل وعزيمة.
أهم أعراض الفيروس أن تشعر بالعجز والإحباط وفقدان الأمل بعد مخالطتك المصاب بوقت قليل، بل يمكن أن تشعر بأعراض المرض حتى أثناء اللقاء. تشعر كأنك في سجن كبير لا تستطيع الفكاك منه. تشعر بأن أبسط الأشياء صارت صعبة، تشعر بأن أي مشروع ناجح أمامك فهو قريب من الفشل، وأي بادرة طيبة تراها فلا بد أن يكون واءها ما وراءها، وأن أي عمل مخلص جاد لا يمكن أن يثمر أبدا حتى تتغير أشياء أخرى كثيرة ولكن لا حيلة لك بتغييرها، كما تشعر بأنك غير قادر على السيطرة على حياتك وأنك تسير فيها من غير هدف. وكثيرا ما تشعر بأنك ضحية لظروف قاسية لم ترحمك وأنك لو كانت ظروفك أفضل لكنت في وضع أفضل بكثيرمما أنت عليه الآن. وعند تقدم المرض بشكل أكبر يصيب المريض نوع من البارانويا، فيبدو له أن الناس كلهم ضده وأن الأحداث تسير عكس ما يريد وأن العالم كله يتآمر عليه وأنه لا حيلة لك في شيء.
ولكن العلماء بهذه النوع من الفيروسات أثبتوا لنا معلومة مخيفة ومعلومات أخرى سارة حول هذا الفيروس. لنبدأ بالمعلومة السيئة: هذا الفيروس بخلاف فيروس الإنفلونزا، لا يمكن الشفاء منه إلا بأخذ العلاج، فهو فيروس لا يذهب من نفسه في غالب الحالات، ولكنه يتمكن في الجسم ولا يغادر الإنسان أبدا إلا بأخذ العلاج. أما المعلومات السارة فهي كثيرة: أولاها أن الفيروس لا يؤدي إلى الوفاة أبدا، يؤدي فقط في أسوأ حالاته إلى الشلل التام وربما يكون هذا أسوأ من الوفاة في الحقيقة، وأما إذا كانت الإصابة غير خطيرة فهو يؤدي إلى الضعف العام وقلة الشهية للحياة وضعف وزن الإنجاز.
ولكن الأخبار السارة الحقيقية الأخرى هي أن لهذا الفيروس علاجا بل إن له مصلا واقيا. أما العلاج فهو ليس سهلا ولا ميسورا ولكنه موجود ومجاني وفعال جدا. العلاج باختصار هو طرد جميع الأفكار السلبية والمحبطة من العقل والقلب والروح والتفكير دائما وأبدا في الأفكار الإيجابية والمتفائلة. هكذا بكل بساطة، وبكل صعوبة! هل عرفتم لماذا قال العلماء إن العلاج ميسور وموجود ومجاني ولكنه صعب؟ وأما الوقاية فهي أولا بتجنب الجلوس مع السلبيين والمتشائمين ودائمي التذمر، ولكنهم أكدوا أنه لا خطورة من الجلوس مع الذين ينتقدون بإيجابية ويشخصون واقعهم ويتلمسون مشكلاتهم بواقعية ويبينون مواقع الخطأ والنقص في مجتمعاتهم، هؤلاء غير مصابين بمرض السلبية ولا يشكلون خطرا في العدوى ويمكن الجلوس معهم. وإنما المصابون حقيقة بالفيروس تجدهم متذمرين على الدوام، يحولون كل نجاح إلى شك، وكل تقدم إلى يأس، وكل خطوة إيجابية إلى مشكلة. هؤلاء لا تجلس معهم أبدا، وادع الله لهم بالشفاء من مسافة بعيدة. يمكنك فقط أن تجلس معهم إذا أخذت اللقاح الواقي من الفيروس أو إذا استخدمت الكمامة الواقية. أما اللقاح الواقي - بإذن الله - فهو مصل الإيجابية الدائمة والتفاؤل الدائم، هو مصل لا يعمل مباشرة ويحتاج إلى وقت لكي يتشبع منه الجسم ولكنه واق من الفيروس - بإذن الله - وأما الكمامة فهي كمامة مقاومة كل فكرة سلبية بفكرتين إيجابيتين، وكل يأس بأملين، وكل إحباط بمشروعين، وكل خطوة إلى الوراء بخطوتين إلى الأمام.
وأحب أن أؤكد لكم بناء على مصادر موثقة من جميع الجمعيات العالمية والمحلية والوزارات المعنية وغير المعنية ومن جميع المصادر الطبية والبحثية والحكومية والخاصة ومن المصادر الإعلامية والمرئية والمكتوبة والمسموعة والمحسوسة ومن صفحات الإنترنت الموثوقة وغير الموثوقة أن هذا اللقاح آمن تماما وليس مؤامرة عالمية على الإسلام والمسلمين ولا على العرب والعروبيين ولا على الدول المستضعفة وليس فيه أي مصلحة لشركات الأدوية ولا الإمبرالية العالمية، لأنه علاج مجاني تماما، ولكن ومع بالغ الأسف، فهو غير متوافر بكمية كبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي