منتدى تجاري محلي يعالج قضايا محلية

احتضنت محافظة جدة فعاليات منتدى جدة التجاري الأول، التي انطلقت بتاريخ 15/6/2009، لمدة ثلاثة أيام، بتنظيم من الغرفة التجارية الصناعية في جدة ومشاركة وزارة التجارة والصناعة، ورعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
رؤية منتدى جدة التجاري الأول، تجسدت في أن يكون المنتدى احترافيا متميزا ينظم ويعالج قضايا المجتمع التجاري، ليتحقق عن ذلك مناخ استثماري اقتصادي عالمي، بينما ركزت أهدف المنتدى في مجملها على تحسين المناخ التجاري في السعودية، من خلال بحث الآليات وإيجاد الأدوات الكفيلة، بتطوير وتفعيل الأنظمة والإجراءات المرنة المطلوبة والعوامل الأخرى المحيطة بها لإنهاء المعاملات التجارية في المملكة، بما في ذلك توفير بيئة عمل نموذجية، ووضع معايير لقياس كفاءة أداء القطاع العام، والتعريف بالحقوق وبالواجبات المطلوبة في التعاملات التجارية ذات العلاقة والارتباط بالقضايا والقوانين التشريعية والإجراءات الحكومية، إضافة إلى توفير نظام للأمن التجاري لحماية المستهلك والتاجر، ودراسة القضايا التمويلية والبنكية والتعريف بأنظمتها، والتعريف بدور الغرف التجارية في تذليل الصعوبات، التي تواجه القضايا التجارية.
من هذا المنطلق ركزت محاور المنتدى الستة، وأوراقه الـ36، على معالجة عدد من القضايا التجارية على المستوى المحلي، التي عادة ما تتسبب في عرقلة تنفيذ المشاريع التجارية والتنموية، وفي التأخير في الإنجاز، بالشكل الذي يؤثر سلبا في مسيرة التنمية التي تعيشها السعودية، وبالذات في ظل الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي يعيشها الاقتصاد السعودي رغم الأزمة المالية العالمية.
محاور المنتدى وأوراقه ركزت كذلك على أهمية الاستمرار في تمويل المشاريع، في ظل الأزمة المالية العالمية، والتعامل مع المشكلات التي تواجهها، بوضع الحلول المناسبة، هذا إضافة إلى المطالبة بخلق بيئة وإيجاد مناخ مناسب للشراكة التنموية الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، التي تحقق أهداف التنمية الاقتصادية في المملكة.
المحاور أيضاً ناقشت المشكلات المحددة في مجتمع الأعمال، مثال قضايا الأوراق والقوانين التجارية، وإدخال التعديلات اللازمة عليها، بما يحقق تطوير بيئة ومناخ الأعمال، ورفع معايير الجودة في العمل والمنتجات، بما يخدم في نهاية المطاف، الوطن وقطاع الأعمال والتاجر والمستهلك والمنتج السعودي.
إضافة إلى ما ذكر أعلاه، فقد ركزت محاور المنتدى وأوراقه أيضاً على الجانب الإعلامي، باعتبار أن الإعلام يعد شريكا أساسيا لجميع قطاعات الحياة، التي من بينها قطاع الأعمال، وبالتالي فإن التركيز على تحسين آليات العمل الإعلامي والإعلاني، وبالذات الاقتصادي، سيكون له أثره الكبير في المستهلك، وبالذات في تطوير ثقافة رجال الأعمال وسيداته.
إن اللافت للنظر في منتدى جدة التجاري الأول، مشاركة عدد كبير من المسؤولين في الأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالمواضيع وبالقضايا التي تمت إثارتها بالمنتدى، إما من خلال تقديمهم لأوراق عمل، أو من خلال تحاورهم مع المجتمعين والجهات المستفيدة بالقطاع الخاص من خدمات الأجهزة الحكومية ذات العلاقة، ما ساعد بشكل كبير على التقريب بين وجهات النظر فيما بين الجهات الحكومية والمستفيدين من خدمات تلك الأجهزة الحكومية.
خلاصة القول، إن منتدى جدة التجاري الأول، عقد في ظروف اقتصادية محلية مواتية للغاية، يشهد فيها الاقتصاد السعودي حالة من الانتعاش، رغم ظروف الأزمة المالية العالمية، التي تعيشها معظم اقتصادات دول العالم.
حالة الانتعاش الاقتصادي التي تعيشها البلاد، حفزت القائمين على إدارة الغرفة التجارية الصناعية في محافظة جدة، بتنظيم منتدى تجاري، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، لمناقشة عديد من القضايا والمعوقات التنموية الأساسية، التي لها علاقة بمحددات وبمتطلبات التنمية الاقتصادية، التي تعيشها السعودية، مثال القضايا التي تتعلق بتمويل المشاريع، والقضايا المرتبطة ببيروقراطية الأنظمة والقوانين والإجراءات، بما في ذلك القضايا المتعلقة بتفعيل الأنظمة التجارية وبتوعية التاجر والمستهلك.لعل ما ميز منتدى جدة التجاري الأول عن غيره من المنتديات والمؤتمرات السابقة التي عقدت في السعودية، تركيزه وكما أسلفت، على محاكاة ومعالجة قضايا ومعوقات تنموية محلية، بأسلوب جريء، واضح وشفاف، لكن في الوقت نفسه متعقل ومتزن، ومن خلال الاعتماد على خبرات محلية 100 في المائة، بما في ذلك إيجاد الحلول المناسبة لها، والتنبيه بخطورة استمرارها وعدم معالجتها والتعامل معها بالشكل المطلوب على مسيرة التنموية الاقتصادية التي تعيشها السعودية، ولا سيما في ظل الطفرة الاقتصادية التي تشهدها السعودية رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، والتي وكما أوضح المنتدى أن قيمة حجم المشاريع التنموية الحالية تقدر بنحو 300 مليار ريال، بينما تقدر قيمة حجم المشاريع التنموية خلال السنوات القليلة المقبلة، بنحو خمسة تريليونات ريال سعودي.
رغم الجهود الكبيرة المشكورة، التي بذلها القائمون على تنظيم المنتدى، إلا أنه في رأيي أن النجاح الحقيقي للمنتدى، يتمثل في قدرته على تحقيق الأهداف المنشودة منه، الأمر الذي سيظل مرهونا، بتمكن القائمين على تنظيم المنتدى، من متابعة تنفيذ التوصيات المتمخضة عن المنتدى، ولأهمية هذا الأمر، فقد طالبت بعض الجهات، بتشكيل لجنة، تسند إليها مهمة متابعة تنفيذ التوصيات، بهدف تفعيلها والاستفادة منها في تحسين بيئة العمل في البلاد، بالشكل الذي يحقق الفائدة المرجوة للجميع من وراء عقد المنتديات، وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي