إدارة دخل الشباب

اعلم أن أسهل الدروب وأسلكها التنظير، ولكن المحك الأساس في التطبيق، ومن تجارب الأمم والجماعات والأفراد تستقى العبر، ولا يبنى اقتصاد قوي لأمة تستهلك أكثر مما تنتج على المدى الطويل، ولا يمكن أن تستمر شركة تنفق أكثر من تدفقاتها النقدية المستقبلية، حتى ولو أن الأولى والثانية استعانتا بكل وسائل التمويل، فلا بد يوماً من الأيام أن تصل إلى الحقيقة المرة، وكما نسميها في علم المحاسبة "عدم القدرة على الاستمرارية" Going Concern، وقد نجد من العبر ما يعانيه الاقتصاد العالمي من أزمة مالية، حيث إن شرارتها بدأت حين تحول تفكير الفرد العادي سواء في أمريكا أو الهند أو الصين إلى المبالغة في الاستهلاك عن طريق الاقتراض، حتى وصل إلى نقطة اللاعودة، حيث إن دخله لا يمكن أن يغطي احتياجاتهم بعد سداد أقساط القروض، من هذه العبر يلزم على رب الأسرة أو الشاب المقبل على بناء أسرة أن يحاول بكل الوسائل، حتى ولو كان دخله ضئيلاً ألا يتعدى استهلاكه دخله، وأن يوفر جزءا من الدخل بصفة دائمة (باعتباره احد بنود المصروفات الأساسية) كالأكل والشرب والسكن، فلو وفر 300 ريال شهرياً واستثمرها بعقل سيجد نفسه بعد عشر سنوات مستقلاً مالياً دون أن يحس بذلك وأن دخله من استثماره يوازي راتبه الشهري، ألم أقل ما أسهل التنظير وأصعب التطبيق، والله أعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي