كيف سيؤثر سهم "كيان" في أسهم "سابك" وباقي الشركات؟
مع إعلان هيئة السوق المالية عن بدء الاكتتاب العام في 675 مليون سهم من أسهم شركة كيان السعودية للبتروكيماويات تمثل نسبة 45 في المائة من رأس المال, وفي ظل احتفاظ كل من شركتي سابك وكيان للبتروكيماويات بحصص استراتيجية في شركة كيان السعودية، تدور بين المستثمرين تساؤلات مهمة حول مدى تأثير سهم "كيان" السعودية في سهم "سابك"؟ وهل سيكون إيجابيا أم سلبيا؟
للإجابة عن تلك الأسئلة المهمة وفي ظل احتفاظ شركة سابك بنسبة 35 في المائة من رأسمال شركة كيان السعودية تمثل قيمة 5.250 مليون ريال، من المتوقع أن تتعامل شركة سابك مع شركة كيان السعودية على أنها شركة زميلة (أو شقيقة) وليست على اعتبارها شركة تابعة أو استثمارات متاحة للبيع أو حتى استثمارات للمتاجرة. هذا يعني أنه من المنظور المحاسبي فإن شركة سابك ستتعامل مع استثمارها في شركة كيان السعودية وفق طريقة حقوق الملكية, وهي طريقة محاسبية يتم فيها الاعتراف بالاستثمار بتكلفة الاقتناء ثم يتم تعديل تلك التكلفة بكل تغيير يطرأ على نصيب الشركة الأم في صافي أصول الشركة المستثمر فيها، وتظهر قائمة الدخل نصيب الشركة الأم في نتائج أعمال الشركة المستثمر فيها.
ماذا يعني ذلك للمستثمرين؟
هذا يعني أنه من المتوقع أن تقوم شركة سابك بإظهار استثمارها في شركة كيان السعودية بقيمة 5.250 مليون ريال (تكلفة الاقتناء) تحت بند الاستثمارات في الأصول غير المتداولة، في حين ستقوم قائمة الدخل لشركة سابك بإظهار 35 في المائة (والذي يمثل نصيبها) من الأرباح أو الخسائر التي ستتحقها شركة كيان السعودية مستقبلا. فمثلا، إذا تمكنت شركة كيان السعودية في السنة الأولى من تحقيق صافي أرباح أو خسائر بقيمة 500 مليون ريال، فإن نصيب "سابك" من هذه الأرباح أو الخسائر سيكون مبلغ 175 مليون ريال على أن يسجل ضمن الإيرادات الأخرى في قائمة الدخل.
باختصار، إذا تمكنت شركة كيان السعودية من تحقيق أرباح فإن ذلك سينعكس بلا شك إيجابيا على ربحية شركة سابك, وبالتالي دفع سعر سهم شركة سابك للانطلاق نحو الأعلى، أما إذا تمكنت شركة كيان السعودية من تحقيق خسائر فإن ذلك أيضا سيؤثر سلبيا في ربحية شركة سابك, وبالتالي الضغط على السعر السوقي لسهم شركة سابك.
بالرجوع إلى تقرير مجلس إدارة شركة سابك للعام الماضي 2006م، أوضح التقرير أن مجمع شركة كيان السعودية في مدينة الجبيل الصناعية يتكون من عدة مصانع: مصنع للإيثيلين, مصنع للبولي أوليفينات, مصنع للجلايكول إيثيلين, مصنع للأمينات, مصنع للفينولكس, ومصنع للبولي كربونات, حيث إنه من المقرر إنجاز هذا المجمع خلال الربع الأول من عام 2009. هذا يعني أنه في البداية من المتوقع أن تحقق الشركة خسائر تشغيلية إلى أن تتمكن فعليا من بدء الإنتاج وتحقيق مبيعات اعتبارا من عام 2009، إلا أنه أثناء هذه الفترة من الممكن أن تحقق الشركة أرباحا غير تشغيلية نتيجة استخدام التدفقات النقدية غير المستغلة, وذلك لضمان الاستخدام الأمثل للنقدية.
من منظور آخر، هناك اعتقاد خاطئ لدى البعض يتمثل في أن شركة سابك ستستفيد من ارتفاع سعر سهم شركة كيان السعودية عن القيمة الاسمية عند إدارجه في السوق المالية، وهنا يجب توضيح أن شركة سابك لن تستفيد إطلاقا من ارتفاع سعر سهم "كيان" السعودية عند إدراج سهم الشركة في السوق, حيث إن طريقة حقوق الملكية لن تأخذ في اعتبارها القيمة السوقية الجديدة لشركة كيان السعودية.
في السياق نفسه، نظرا لاحتفاظ كل من شركات: القصيم الزراعية, أسمنت اليمامة, والجبس بحصص في رأسمال شركة كيان للبتروكيماويات, التي بدورها تملك نسبة 20 في المائة من رأسمال شركة كيان السعودية، فإنه من المتوقع أن تقوم شركة كيان للبتروكيماويات باتباع الإجراء المحاسبي نفسه الذي اتبعته شركة سابك, وذلك بالنظر إلى شركة كيان السعودية على أنها شركة زميلة وبالتالي اتباع طريقة حقوق الملكية في قوائمها المالية، ما يعني أن السعر السوقي لسهم شركة كيان السعودية لن يكون له أي تأثير في مستوى الربحية أو قيمة حقوق المساهمين لكل من هذه الشركات.
يجب توضيح أن استفادة شركة سابك من ارتفاع سعر سهم "كيان" السعودية ستكون في حالة واحدة تتمثل في قيام شركة سابك ببيع بعض أو كل أسهمها في شركة كيان السعودية، إلا أن هذا الإجراء يتعارض مع نظام الشركات المساهمة الذي يمنع المساهمين المؤسسين من التصرف في أسهمهم إلا بعد صدور قوائم مالية لعامين ماليين على الأقل، ما يعني استبعاد فكرة قيام شركة سابك ببيع أسهمها في شركة كيان السعودية على المدى القصير. بالنسبة لشركات: القصيم الزراعية, أسمنت اليمامة, والجبس، سيكون وضع شركة كيان للبتروكيماويات مشابها لوضع شركة سابك، الا أن السؤال المهم هو: هل بإمكان شركات: القصيم الزراعية, اليمامة, والجبس بيع حصصها في شركة كيان للبتروكيماويات؟ للإجابة عن هذا السؤال، سنحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والتفكير.