Author

المنطقة الشرقية وكارثة الطرق!

|
[email protected] تضم المنطقة الشرقية أهم المدن الصناعية في المملكة وأهم الشركات الكبرى، يكفيك العملاق "سابك" وبناتها و"أرامكو" أكبر شركة زيت في العالم، وتضم المنطقة كثافة سكانية كبيرة وحراكا اقتصاديا كبيرا لا يتوقف، وترتبط بأكثر من دولة على شريط الساحل الخليجي، لكن ما يثير ويضع لديّ علامة استفهام بطول طريق "أبو حدرية" أن المنطقة الشرقية من الدمام إلى الخبر للجبيل إلى الأحساء وغيرها، تضم أسوأ طرق معبدة بين مدنها ومحافظاتها، منذ عرفت الشرقية من أكثر من عقدين، وهذا طريق أبو حدرية من سيئ إلى أسوأ، طرق كأنها عبدت من تأسيس المملكة أيام التنقيب عن النفط والسفر بالجمال، طرق كلها "ترقيعات" و"حفر" و"مطبات أرضية وهوائية"، لم تتحسن نهائيا، وآخرها الأسبوع الماضي الطرق نفسها والنمط نفسه لا شيء يتغير على الأرض، ما السر؟ لا أعرف. بعد فترة ومرور الوقت وجدت أن طرق "أبو حدرية" وطريق مدخل شارع الملك فهد (ابن خلدون سابقا)، طريق الدمام - الجبيل السريع، هذه الطرق الثلاثة كمثال لدينا، خاصة شارع الملك فهد والنفق الذي شيد واستغرق وقتا ومالا وفي الأخير اكتشف أن هناك مشكلة وبدأ من جديد ترميم الجديد الذي لم ينته، حيث تم اكتشاف أخطاء في النفق. هذه الدوامة الكبيرة من مشكلات الطرق في المنطقة الشرقية، العصب الاقتصادي المهم والكبير، الذي يضم كبريات الشركات العالمية، مَن المسؤول عنها؟ حقيقة أول ما أضع هنا وزارة المواصلات، فوزارة المواصلات هي نفسها التي أشرفت وتابعت إنشاء الطرق السريعة في المملكة دون أن أذكرها لأنها كثيرة وعديدة، إلا المنطقة الشرقية التي لم تحظ حقيقة بمتابعة من وزارة المواصلات، فهل يعقل مشاريع طرق لا تتجاوز 100 كيلو إلى 300 كيلو تستغرق كل هذه السنوات، وهل وصل الحد لطريق "أبو حدرية" مثلا أن يصل لهذا المستوى بحيث لا تسير عليه إلا سيارات النقل الثقيل بالكاد، أما السيارات الأخرى فهي مصدر رزق لأصحاب الورش وإصلاح السيارات. الاعتمادات المالية ليست هي المشكلة بالتأكيد، فحكومتنا وفقها الله وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، لا تبخل أو تفرق بين أي منطقة وأخرى، فما بالنا ونحن نتحدث عن المنطقة الشرقية، رغم صغر حجم المنطقة ومحدودية الطرق المطلوب إصلاحها، لقد مررت بهذه الطرق كلها ومررت بمنطقة الأحساء والثقبة والظهران، حقيقة كأنها مهجورة، لا صيانة ولا توسعة ولا إنشاء جديدا لها، وتجد سيارات المقاولين موجودة، صيانة لا تتوقف، وفي الوقت نفسه طريق يرثى له، مسؤولية وزارة المواصلات كبيرة، وعلى رأسها يقع كل شيء، والذي أفهمه أن البلديات ليست هذه مسؤوليتها ولا إمارة المنطقة كعمل مباشر، ولكن هي وزارة المواصلات، فالمشكلة لديهما أو مقاوليها، لقد ذهب في طريق الجبيل ضحايا ومات الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله، مصير عائلات انتهى، وأطفال تيتموا، وأسر فقدت أرواحها، مَن المسؤول عن كل هذا عدا الإهمال وعدم المتابعة، لو وضع وقت زمني لكل مشروع وإن لم ينته تتم محاسبة الشركة المنفذة ويحاسب بعدها المسؤول في وزارة المواصلات. الطرق السريعة والمواصلات هي حاجة كأي حاجة مهمة، ويجب أن تتوافر فيها سبل السلامة والسرعة والكفاءة، وليت الطرق لدينا تُخصِص كما خصص الهاتف والخطوط السعودية لكي نتخلص من هذا النمط الحكومي الذي لا يتفاعل أو يهتم بإنجاز عمله، حقيقة ما يحدث كارثة كبيرة، وهدر اقتصادي أكبر. إن مصائر مواطنين وغيرهم تذهب أرواحهم في هذا الطريق، وإن الدولة لم تبخل نهائيا في الإنفاق على مدن المملكة كلها، فلماذا المنطقة الشرقية متعثرة طرقها يا وزارة المواصلات؟!
إنشرها