الفحص المقارن

[email protected]

في الواقع أستطيع القول إن هذا المقال فريد من نوعه. فقد يكون المقال الأول الذي يعطي مقارنات عادلة (باللغة العربية) فيما بين معظم الطرق المختلفة لالتقاط صورة البصمة، حيث إنها أجريت الدراسة على بصمة الإصبع في جميع الأوضاع المحتملة، سواء أكانت طبيعية, أو رطبة، أو متسخة, أو جافة، أو مغطاة بقفاز.
البصمات الرقمية واسعة التطبيقات وكثيرة الانتشار لسهولة التعامل معها، ولكنها قد لا تستعمل في التطبيقات التي تحتاج إلى سرعة التنفيذ وموثوقية عالية ودرجة عالية من السرية إلا في حالات خاصة جداً. في التطبيقات البنكية (على سبيل المثال) نحتاج إلى سرعة التنفيذ، كذلك في التطبيقات الأمنية عند الدخول إلى منشأة أو الخروج منها، وفي حالة دخول الحجاج والمعتمرين وخروجهم نحتاج إلى أجهزة التقاط بصمة سريعة وذات كفاءة عالية. في الواقع لا يمكن تحقيق هذه الأهداف بسهولة (حالياً) إلا عن طريق استخدام بعض الأجهزة عالية التكلفة وكبيرة الحجم وبطيئة في الأداء.
في المقالات السابقة تحدثنا عن الطرق المختلفة لالتقاط البصمة والمشكلات المصاحبة لعملية الالتقاط، كذلك شرحنا وبشيء من التفصيل أربعة أنواع من أجهزة الكشف (البصرية، الكهرومغناطيسية، الحرارية، والصوتية). وتطرقنا لأهم مميزاتها والمشكلات المصاحبة لها.

الفحص المقارن
سوف نحاول مقارنه أداء هذه التقنيات بغض النظر عن الشركات المصنعة. التقنيات المستخدمة إما بصرية وإما حرارية أو صوتية. تم إجراء مسح للأصابع ذاتها باستخدام الماسحات السالفة الذكر في ظل خمسة أوضاع مختلفة للأصابع. كان مدى وضوح الصور (بعد المسح) في كل وضع كالتالي:
وضع طبيعي: أعطت الماسحات الضوئية والحرارية نتائج جيدة، أما بالنسبة للماسحات الصوتية فقد أعطت نتائج ممتازة جداً.
وضع مبتل (رطب): أعطت كل من الماسحات الضوئية والحرارية نتائج جيدة، أما بالنسبة للماسحات الصوتية فقد أعطت نتائج أقل من سابقتها.
وضع جاف: أعطت الماسحات الحرارية والصوتية نتائج جيدة، بينما الماسحات الضوئية كانت أقل كفاءة.
وضع متسخ: الماسحات الضوئية أعطت نتائج ضعيفة وغير واضحة، أما بالنسبة للماسحات الحرارية والصوتية فقد أعطت نتائج مرضية مقارنة بالماسحات الضوئية.
وضع القفاز: الماسحات الضوئية لم تعط نتائج، والماسحات الحرارية أعطت نتائج ضعيفة وغير مقبولة، أما بالنسبة للماسحات الصوتية فقد أعطت نتائج مقبولة ولكنها أقل من جيد.
شرح مبسط لوضع الإصبع في حالة الاختبار
1 ـ طبيعي: لم يتم إجراء عمل معين على الإصبع.
2 ـ رطب: تم ترطيب الإصبع بفوطة مبللة قبل البدء في عملية النسخ الضوئي.
3 ـ جاف: تم تجفيف الإصبع بشكل تام.
4 ـ متسخ: تم غمر الإصبع في التربة ومن ثم تم مسحه بقطعة جافة قبل البدء في النسخ.
5 ـ أصبع مغطى بقفاز: تم وضع الإصبع داخل قفاز شفاف ومن ثم تم مسحه ضوئيا.
من هذه المقارنة البسيطة يتضح لنا أن الماسحات الصوتية تعطي أحسن النتائج. ولكنها عالية التكلفة وكبيرة الحجم وبطيئة في الأداء. لو نظرنا إلى النتائج نخرج ببعض التعليقات المهمة.
أولا: فيما يتعلق بالماسحات البصرية فإن صورا يجب أن تعالج بأقصى درجات التحسين لتظهر واضحة في الطباعة. كانت كافة الصور الملتقطة خفيفة المعالم، غير واضحة، ومن الصعب رؤيتها قبل توضيح اللون وتركيزه. كما أن عملية المسح تواجه مشكلات جمة حين يتعلق الأمر بعمل صورة لإصبع متسخ. فعند قيامنا بعملية مسح لإصبع فوقه قفاز، ينتهي بنا المطاف في الحصول على صورة غير واضحة. ولذلك يجب ألا نستخدم الماسحة الضوئية لأخذ صورة لليد المرتدية قفازا.
ثانياً: عند استخدامنا الماسحة الحرارية فإننا نستطيع أن نخرج بصورة واضحة إلى حد ما للإصبع ذي القفاز. لقد تمت ملاحظة بعض الانحرافات في الصور التي تم أخذها عن طريق كافة أنواع الماسحات الحرارية، وفقا لحقيقة كونها ماسحة من نوع ممتد؛ يعنى أنه إذا أردنا التقاط صورة لبصمة الإصبع فإن ذلك يعتمد على استخدام قطعة شريط طويلة وضيقة. ونتيجة لتغير السرعة أثناء عملية المسح ينجم لدينا بعض الانحرافات الأفقية يمكن رؤيتها على الصور. كما أن عملية المسح الحراري لديها بعض المشكلات عندما يتعلق الأمر بمسح إصبع متسخ، إلا أن النتائج التي يتم الحصول عليها عن طريق الماسحة الحرارية أعلى جودة منها في الماسحة البصرية في كافة الأحوال.
ثالثاً: أما بالنسبة للماسحات الصوتية فهي ذات أداء جيد تقريبا. فالصور تكون على مستوى عال من الجودة في معظم الأحوال. لكن لديها بعض المشكلات البسيطة عندما يتم أخذ صور لإصبع متسخ. وبالرغم من أن الصور التي تلتقطها على قدر الجودة المنشودة, إلا أنها تقريبا لا تزال ذات كفاءة عالية للتعرف على هويات الأفراد. تكون الصورة الملتقطة للإصبع المبللة داكنة عند مسحها صوتياً؛ وذلك لأن الماء الزائد يشوش الماسح، وحتى وإن كانت صورة البصمة داكنة إلا أننا لا نزال نراها في سلسلة من خطوط سوداء ذات خلفية سوداء.
في الختام نود أن نذكر أن الماسحة الصوتية تقدم لنا أفضل صورة لبصمة الإصبع المغطى بقفاز. وحتى وإن كانت الطباعة غير واضحة إلا أنه لا يزال من الممكن قراءتها واستخلاص بعض المعلومات منها. وأخيراً ستبقى تقنية صنع الماسحات مجالاً ساخناً للبحث، إلى أن يتم حل هذه المشكلات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي