كالعادة جدة غير!

E-mail: [email protected]

من يستطيع منافسة جدة في فنون الابتكار. إن حقوق "الاختراع" محفوظة لجدة وولاة أمرها بدءاً من أمانة جدة التي قامت بتأسيس شركة مرادفة لـ "صافولا العقارية" التي تكاد تمتلك جزءاً كبيراً من المناطق الخاصة والعامة، والدليل أن رئيس الشركة وأعضاء مجلس إدارتها .. هم نفس أعضاء ورئيس "صافولا"، هل نسمي ذلك خصخصة؟ "إذن" تحسب لجدة وأمينها تطبيق الاستراتيجية الناجحة التي تهدف للشراكة الإيجابية بين القطاعين الخاص والعام خاصة عندما تتفق الجهتان الشريكتان في خاصية نشاط واحد. إذاً مرة أخرى لماذا تم إنشاء شركة جدة للتنمية ما دامت "صافولا" موجودة وهي ملء السمع والبصر. وما دام مجلس الإدارة هو نفسه مع بعض الفروقات "لمنع الحسد" حتى لا يصيب "صافولا" هذه الشركة "العملاقة" التي تطورت من صناعة السكر وزيوت الطعام لتكون إحدى الشركات التي يشار إليها بكامل اليد، ومن أهم أعمالها اختيارها أيضا لتكون إحدى الشركات المدللة التي "ستعمر" بحول الله وقدرته مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وزيادة في تفردها ونجاحاتها وريادتها أن وافقت على انتقال "عضوها المنتدب" المستقيل ليكون رئيسا تنفيذيا في شركة إعمار خطوة جبارة واحترافية لا يقدم عليها إلا الشركات الريادية والمتمرسة، وإلا كيف لشركة أن تسمح "لأحد أعمدتها الإدارية" ليكون على رأس شركة منافسة ومستثمرة، إنها "المنافسة الشريفة" بلا شك، لا يسعني حيال هذه الخطوة الجبارة إلا تحية شركة صافولا وعلى رأسها مجلس إدارتها الموقر. إلى هنا ونحن نشهد عهدا جديدا من الخصخصة التي لم تسبق جدة عليها أي مدينة أخرى من مدن المملكة. وهذا أيضا تطور وفكر جديد يجب أن نقف له احتراما، خاصة أن شركة جدة القابضة التي سمعنا عنها منذ عدة سنوات عادت إلى الواجهة بنسخة جديدة معدلة لعام 2007م، والتي قرأت تقريرا إخباريا عنها بعد أن جمدت أخبارها فترة طويلة أشبه إلى حد ما بما يسمى "البيات الشتوي" وها هي تظهر علينا في مؤتمر صحافي عقد في مقر الغرفة التجارية لتعلن عن قدومها "للمنافسة" ومحاولة اللحاق بالركب (يا تلحق يا ما تلحقش) فشركة جدة للتنمية وصافولا العقارية ستتقاسمان جدة ببحرها وسهولها وهضابها وحفرياتها ومجاريها وحدائقها ومناطقها العشوائية، التي للأمانة يحق لنا أن نطلق عليها أي جدة "العشوائية الكبرى" فإذا كان الأمر كذلك فليكن لنا نصيب من هذه العشوائية، "خاصة" أن شركة جدة قد حددت موقع استثماراتها "في جنوب حي الجامعة مع قليل من مخطط "البساتين" كخطوة أولى لتعويض خسارتهم في "مشروع الصرف الصحي" التي قدرت بـ 30 مليون ريال والتي بالطبع لم يشرح رئيس مجلس الإدارة المهندس زهير فايز كيف؟ ومتى؟ خسرت الشركة هذا المبلغ خلال خمس سنوات عمر الشركة، والتي كانت كما أعتقد قد انطلقت برأس مال قدره 400 ألف مليون ريال ولا أعلم ألا يستحق هذا المبلغ أن يشغل من قبل في هذه "المناطق العشوائية" التي تجاوز عددها 58 حيا عشوائيا، كما أذكر أنني قرأت أن هذه الشركة سترفع رأس المال إلى مليار وربع من أجل المنافسة وبداية العمل، ومن ثم يتم إطلاق "شركة جدة القابضة" للاكتتاب مع بداية العام المقبل تمشيا مع أنظمة وزارة التجارة وهيئة سوق المال، خاصة أن هذه الشركة كما يقول أيضا رئيس مجلس إدارتها قد أسندت هذا الإجراء لفرق عمل تعكف الآن على إعداد الدراسات والآليات للانطلاق وفق خطط يضعها فريق العمل الشرعي ـ القانوني والمحاسبي.. وإلخ، من الأمور التي لا تخفى على المتخصصين.
إلى هنا وأنا بكل اهتمام مثلي مثل كل سكان جدة.. همنا الأول والأخير.. متابعة أخبارها ومشاريعها على أمل أن يمن الله علينا بمن يلتفت لهذه المدينة "الغلبانة" والتي أوسعها الجميع .. حفرا وهدما وتلوثا حتى أن "محاربة غربانها قدرت بمبلغ قدره خمسة ملايين ريال لغربان عددها قدرته الأمانة بستين ألف غراب كلها "تنعق" على خراب جدة ولا نعلم كيف لنا أن "ننتظر" الفرج الذي لن يأتي أبدا ما دامت جدة بهذا التكالب "للشركات الخاصة والعامة" أكلت كما أكل الثور الأبيض. سؤال أبحث عن إجابة عنه: أليس لمدينة جدة محافظ؟ وتقع أيضا ضمن إمارة منطقة مكة المكرمة؟ إذن ما العمل أفيدونا أفادكم الله .. آمين!

خاتمة:
لقد بلغ السيل الزبى!!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي