بعد تغييب يوم الوطن!!

<a href="mailto:[email protected]">Mosaad@al-majalla.com</a>

الحديث عن الوطن في يوم الوطن ، إلى ما قبل أكثر من عام من الآن كان حديثاً مكرراً ولا يحتوي إلا على قليل من تلك الارتدادات الصوتية المفعمة بالحماس الناطقة بالحب، والسبب كان تغييباً ليوم الوطن من خلال منع جعله إجازة رسمية. لم تنقص الوطنية أبدا بسبب تغييب يوم إجازتها، لكنها استحقت أن تظهر للعيان وأن تعلو رايتها في يومها، استحقت احتفاليات تبرز الفرح وتسمح بالتهاني. نعم لم تنقص لأنها أخلاقيات متجذرة متكاملة الخلايا ذات التزام أخلاقي عميق ومترسخ، لكن كان جديراً ألا نعبر عنها على استحياء، لأن حب الوطن والإخلاص له يحتاجان إلى تعبيرات مرادفة واحتفاليات تذكي وتنمي جذوته في الداخل. لم يكن الوطن هو السبب، ولم تكن هناك إشكاليه في اليوم المعني باحتفالياتنا، بل من جراء تغييب هذا اليوم ومنع التعايش معه، وفق حجج لم تكن مقنعة أبدا، والآن لننظر إلى يوم الوطن ولنقس كيفية تعايش أهل هذا الوطن معه وكيف أن الكل بات يعرف يوم الثالث والعشرين من سبتمبر، الأول من الميزان، نقيسه بما سبق يومنا الوطني في العام الماضي. راقبوا احتفاليات الأطفال وتهاني الكبار وقارنوها بما كان سابقاً، فهل كانوا يستحقون هذا التغييب؟
فقط لنفتح الأبواب المغلقة تلك التي تكمن داخل رؤوسنا، لأن للوطن شأناً لن نسمح لأي كان أن يمنع تنسم هواءه في يوم احتفاليته. إننا، وعبر يومنا هذا الذي بات متاحاً للجميع الاحتفال والتغني به دون قيود عملية، ودون موانع اجتماعية وعاداتية بالية، بتنا نكتشف آفاقا جديدة من الفرح، نعيد بفخر وسعادة كل منجز وكل عمل عظيم قام به المؤسس الملك عبدالعزيز"يرحمه الله " نتغنى بما نحن فيه من خير ونعمة، نقرأ آفاق التطور الذي نعيشه، نكتشف الحرية التي نعيش في ظلها.نتعايش مع صفة الوطنية التي نفتخر بامتلاكها وحبها، ونسعد ببلادنا دولة الكل الاجتماعي، دولة الجميع، دولة المساواة، دولة التعايش بين الكل شمالاً وجنوباً، غرباً وشرقاً دون استثناءات ولا تفضيلات، دولة الدستور والحق، دولة كل المواطنين الأحرار المتساوين في الواجبات والحقوق. وحمد الله أن قيض لنا من يزيل غمة منع التعايش مع يوم الوطن، وليحفظ الله لهذا الوطن خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز، ورحمة الله على ذلك الرجل العظيم الذي ووري في مقبرة العود عبدالعزيز بن عبد الرحمن الذي أسس وأرسى وأنشأ أكبر وأفضل وحدة عرفها التاريخ الحديث.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي