تشجع فأنت علامة تجارية

تسود أوساط كثير من الشباب والشابات حالات من اليأس وضعف الثقة بالنفس والشعور بعدم الاستقرار والإحباط والخوف من المستقبل، خصوصاً مع بداية الموسم الدراسي وانتهاء الإجازة الصيفية وعودة معظم الجهات الرسمية إلى مزاولة نشاطها بشكل عادي، ويعود ذلك إلى العديد من العوامل التي قد يكون منها وجود خلل في أسلوب التربية أو التعليم أو الرفقة أو عدم الشعور بالمسؤولية أو عدم الاستفادة من الوقت أو غيرها من الظروف الأخرى التي يواجهها الجيل المعاصر، التي تعد تحدياً كبيراً بالنسبة له.
الجيل الحالي في حاجة ماسة إلى أن يجد من يعيد الثقة إليه مرة أخرى، وإلى من يسهم في تطوير قدراته ومهاراته، وإلى من يؤمن بأنه قادر على أن يصبح كل فرد فيه نجماً متألقاً في مجتمعه يضيف إليه كل يوم شيئاً جديداً ويرتقي به ليصبح في مصاف الدول المتقدمة، ولكن ذلك لن يأتي من فراغ، بل لا بد لشبابنا من العمل والتضحية والتعب. ويذكر كتاب "أنت علامة تجارية مميزة" لكاتبه توم بيتر أن من الوسائل التي يمكن أن تسهم في تطوير الأفراد ورفع مكانتهم، هي أن يعمل كل فرد فيهم على أن يكون علامة تجارية مميزة وذلك من خلال ما يلي:
1 ـ (المسؤولية): أن يعلم الشاب بأنه المسؤول الأول والأخير عن حياته وعن مستقبله، وأن يؤمن بأنه ما من أحد سينوب عنه في إدارة حياته المهنية فسبيله الوحيد إلى التقدم هو أن يكون نشيطاً وأن يتحمل مسؤولية نفسه.
2 ـ (التميز): يجب على كل شاب أن يصنع لنفسه تميزاً يقوم عليه مستقبله المهني، فاقتصاد اليوم مبني على التفوق، وإن لم يكن هناك ما يميز عملك فلن يهتم بك أحد مهما كان اجتهادك.
3 ـ (علامتك التجارية وسيلة للأمن الوظيفي): كلما أسست علامتك التجارية بشكل أفضل تحقق لك المزيد من الأمان، وكلما كنت قوياً وصاحب إمكانات ومهارات وقدرات، أصبح من المستحيل التخلي عنك أو الزهد فيك، فأنت صاحب علامة مميزة وتؤثر في كل من تعمل معه.
4 ـ (تتحدد قيمتك بالطريقة التي تقضي بها وقتك): يجب أن تنظم وقتك وأن يكون لك جدول عمل واضح، تعمل من خلاله على تحقيق أهدافك وتقوم بمراجعته كل يوم صباح مساء لتكون لك قيمة مميزة.
5 ـ (ثبّت قدميك ثم انطلق): يقال من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، ويقال فاقد الشيء لا يعطيه، فلن تنجح ما لم تبن نفسك على أسس قوية والحظ لا يأتي دائماًَ ولا ينفع أن يعتمد عليه في تأسيس المستقبل، فإذا أردت أن تكون صاحب علامة مميزة فأسس نفسك على أسس قوية.
6 ـ (ركز على ما يجعلك متفرداً في مجالك): إن قلدت الآخرين فلن تكون متميزاً، بل على العكس قد تحبط فأنت قد بدأت من منطقة يوجد حولك منافسين، والأجمل أن تكون حراً متفرداً لك أسلوبك ومجالك المميز الذي يجعل الآخرين يكررون السؤال (كيف فعل ذلك؟).
7 ـ (الحياة لعبة علاقات): هذا عنوان كتاب جميل قرأته عدة مرات خلاصته أن نجاحك كعلامة مميزة يمكن أن يكون من خلال قوة علاقاتك وقدرتك على الاستفادة منها في الترويج لمنتجك وشخصيتك.
8 ـ (قيمتك من قيمة عملائك) وبمعنى آخر قيمتك كمنتج من قيمة من يستفيدون منك فإن عملت مع أصحاب قدرات متواضعة وقيم هابطة فستكون منتجاً مشابهاً.
9 ـ (المصداقية): قل الحقيقة حتى لو لم يكن ذلك في مصلحتك، فالصدق منجاة " والمصداقية هي أقصر الطرق لاكتساب ثقة الناس".
10 ـ (أعلن عن نفسك): أنت وكالة إعلان فأعلن عن نفسك ودرب نفسك على ذلك، وتحدث عما تحب وركز على الأرقام فهي أكبر برهان واستشهد بالمواقف الإنسانية وعامل مستمعيك بالتساوي.
هذه بعض المهارات التي يمكن من خلالها أن يستطيع الشاب أن يثق بنفسه أولاً ويقنع الآخرين أنه علامة مميزة وأنه منتج مفيد في مجتمعه يمكن أن يسهم في تطويره وتغييره إلى الأفضل.
إن شبابنا قادرون على أن يصنعوا المستحيل لو وجدوا من يشجعهم، ولو توافرت لهم الوسائل المناسبة، ولو غيّروا ما بأنفسهم وأعادوا النظر في إمكاناتهم وقدراتهم ووضعوا أهدافهم واضحة أمام أعينهم وسعوا نحو تحقيقها بكل جد وثبات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي