رجال مرور ((الحبيب))

<a href="mailto:[email protected]">Bader1001@yahoo.com</a>

بدأت مدينة الرياض تدخل مرحلة جديدة من مراحل المشاكل المرورية, وهي المرحلة التي يبدأ فيها المتضررون في أخذ عنان الأمور بأيديهم لإبعاد الضرر عن أنفسهم أو استثماراتهم أو لتحقيق مكاسب ليس لهم حق فيها. المثال الواضح على هذه المرحلة يمكن مشاهدته مساء كل يوم في الشارع المقابل لمبنى مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي. لقد قام هذا المركز بتعيين رجال مرور خاصين به ينظمون حركة السير في الشارع ويمنعون ويسمحون بالوقوف حسبما تقتضيه الحاجة وفي بعض الأحيان يحولون الشارع من اتجاهين إلى اتجاه واحد دون إدراك لما يتسبب فيه ذلك من إرباك لحركة المرور على الشوارع المحيطة. كل ذلك يجري يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة دون أدنى وجود لشرطة المرور أو أي تدخل من أمانة الرياض لإزالة الإحداثات التي وضعت وسط الطريق لتنظيم السير والوقوف. إنني هنا لا أُلقي باللوم على مركز الدكتور سليمان الحبيب, بالرغم من أنه هو المتسبب في مشاكل الازدحام حول مبناه نظراً لعدم توفيره الحد الأدنى من المواقف وتحويله المستمر للمباني السكنية المجاورة إلى صحية. إن المسؤولية هنا يشترك فيها المستثمر وأمانة المدينة وإدارة المرور. إن استمرار تلك الجهات في التنصل من مسؤولياتها يضع مدينة الرياض في وضع لا تحسد عليه, ولن أكون منجّماً إذا قلت أن ما نعيشه من مشاكل مرورية في المدينة سوف تزداد سوءاً وسنجد أنفسنا عما قريب أمام معضلة تهدد اقتصاد المدينة وتنغص عيش سكانها وتتسبب في الكثير من ضياع الأرواح والأموال. إن استمرار الأمانة في عدم أخذ مشكلة المرور على محمل الجد مع التهاون الواضح لإدارة المرور في التعامل مع المخالفين لأنظمة السير والوقوف, ليس له ما يبرره. إن قيام الأمانة بإعطاء التصاريح للمستشفيات والبنوك والمدارس والمطاعم والدوائر الحكومية والنشاطات التجارية الأخرى دون أدنى انتباه لمدى قدرة الشوارع المحيطة والمواقف المتاحة على استيعاب حركه المرور المتوقعة جراء ذلك النشاط, هو السبب الرئيس في ظهور هذه المشاكل. إن نظرية "كل شيء لما خُصص له" ليست من النظريات المعترف بها لدى الأمانة, فهي لا ترى خطأً في تحويل عمارة سكنية إلى مستشفى أو منزل إلى مدرسة, كما أنها قد تركت الحبل على الغارب للمنشآت والمحال التجارية في التصرف في الأرصفة والشوارع والمواقف العامة وكأنها ممتلكات خاصة بهم, كما أن عدم التفكير الجدي بإنشاء إدارة عامه للمواقف تعمل على توفير المواقف العامة والخاصة وإدارة مواقف الشوارع بما يكفل التشغيل الأمثل لها, هو السبب الحقيقي وراء تراكم مشاكل المواقف في المدينة وبلوغها هذا المستوى من الفوضى. أما إدارة المرور فهي مشغولة بالعلاج عن الوقاية, ويبدو أنها لا تمانع في أن يقوم الآخرون بعمل موكول إليها عمله, كما اتضح أن قدرة رجال المرور على تنظيم السير في المدينة لا تتفوق كثيراً على قدرة رجال مرور الحبيب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي