الدجاج وجهود وزارة الزراعة

<a href="mailto:[email protected]">Fax_2752269@yahoo.com</a>

تظل صحة المستهلك العامة وسلامة الأطعمة والمشروبات التي يتناولها أهم بكثير من الأرباح المادية التي يسعى المنتجون لجنيها على اختلاف أماكنهم وجنسياتهم، لذا فإن الاهتمام بتوافر شروط السلامة لجميع ما يتناوله المستهلكون ينبغي أن يحظى بأولوية مهمة لدى الجهات كافة التي لها علاقة بمراقبة هذا الأمر، وهذا ما عملت على تحقيقه كثير من الدول عن طريق وضع شروط صارمة للإنتاج والتوزيع والحفظ والعرض، لدرجة أن بعض المنتجين يصدّرون للأسواق الخارجية مواد غذائية لا يسمح ببيعها في أسواق دولهم، وهذا مكمن الخطورة، إلا أن الأخطر من ذلك هو أن تقوم شركات الإنتاج الغذائي ومؤسسات العمالة الوافدة ومعامل الأغذية المنتشرة في البيوت الشعبية لدينا بإنتاج مواد غذائية لا تلتزم بمعايير النظافة المطلوبة ولا شروط التخزين والحفظ المعيارية ولا تخضع مكونات الإنتاج إلى ضوابط صحية تكفل سلامة المستهلك، وهذا ما كشفته الصحافة المحلية في العديد من الحالات التي تنطوي على مخالفات من هذا النوع.
ومن أهم القضايا التي تشغل البال منذ مدة طويلة هي سلامة الدجاج المنتج محليا وكذلك المستورد من بقايا المضادات البكتيرية التي تستخدم لعلاج بعض الأمراض أو الوقاية منها أو تلك التي تستخدم كمحفزات للنمو، حيث سبق لي أن تطرقت إلى هذا الموضوع قبل عدة سنوات في صحيفة "الرياض"، وهذا ما آثار ضجر منتجي الدواجن المحليين بالذات في ذلك الحين، لا سيما أن نتائج دراسة أعدت قبل سنوات واطلعت على نتائجها أثبتت أن هناك تجاوزات خطيرة وعدم التزام بالفترة الانسحابية قبل ذبح الدواجن، كما خلصت الدراسة إلى وجود مبالغة غير مبررة في استعمال المضادات البكتيرية وأن مقاومة البكتيريا لكثير من هذه المضادات بلغت مستويات غير مقبولة، بل وخطيرة جدا. وقالت الدراسة إن هذا يؤكد سوء استعمال هذه المركبات، وأوصت بإنشاء قسم خاص بوزارة الزراعة يعنى بتسجيل وترخيص الأدوية البيطرية ووضع الضوابط اللازمة لاستخدام هذه الأدوية، كما أوصت بأهمية تفعيل الدور الرقابي المتعلق بسلامة الأغذية وإنشاء مسالخ مركزية للتأكد من سلامة الدجاج المذبوح بها، وبالرغم من أن هذه الدراسة قديمة وربما لا تنطبق على ما ينتج اليوم، إلا أنها تدل على أهمية الاهتمام بمثل هذا الموضوع من قبل وزارة الزراعة، وربما أن تصريح وكيل الوزارة المساعد للثروة الحيوانية قبل عدة أيام يأتي في هذا السياق، حيث ذكر أن عينات الدجاج اللاحم المحلي خالية من بقايا منشطات النمو والهرومونات، أما بقايا المضادات الحيوية، فذكر أن ما نسبته 7.7 في المائة من العينات وجدت فيها بقايا بعض الأدوية مثل التتراسيكلين والسلفاميثازين والبيتالكتام، وهي في حدود النسبة المسموح بها دولياً، ولا شك أن جهود الوزارة في هذا الصدد طيبة وتبعث على الاطمئنان، وإن كنت تمنيت أن تكون العينات المسحوبة من منافذ التسويق وليست من المشاريع وكذلك أن تزيد الوزارة عدد العينات, فـ (793) عينة قليلة جدا قياساً بعدد مشاريع إنتاج الدجاج وأيضا كميات الإنتاج.
الدجاج كما هو معلوم لا تستغني عنه البيوت، ويُستهلك بشكل دائم من قبل المستهلكين، لذا فحري بوزارة الزراعة أن تنسق جهودها مع مختبرات الجودة النوعية التابعة لوزارة التجارة لكي تضمن الوزارتان سلامة ما يعرض منه في منافذ التسويق، سواء كان منتجا محليا أو مستوردا، كما أن استعانة الوزارة بالباحثين المتخصصين في الجامعات السعودية، لا سيما في كليات الزراعة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كفيل بتحسين أدائها في موضوع الرقابة على الإنتاج.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي