المرأة هي الأفضل
<a href="mailto:[email protected]">almaeena@arabnews.com</a>
قرأت مقالا في صحيفة "الإيكونومست" البريطانية الشهيرة يتحدث عن التغيير الذي حدث في موقف الوالدين بالنسبة إلى طفلهما البكر. وقالت المجلة إن الأبحاث والدراسات الماضية كانت تقول إن الوالدين، خاصة في الدول النا مية، كانا يفضلان أن يكون مولودهما البكر ولدا لأنه سيساعد أباه على الزراعة، والرعي، وغيرهما من أعمال.
لكن تقول المجلة إن هذه النظرة قد تغيرت الآن في الدول النامية ومنها البلدان الآسيوية، حيث أصبح الآباء والأمهات ينظرون إلى البنت على أنها استثمار أفضل, وتكشف الدراسة أن البنات يحصلن على درجات أعلى من الأولاد في المواد الدراسية، وأنهن يتخرجن بسرعة أكبر ويدخلن مجال العمل بسرعة أكبر من الأولاد.
وتقول الدراسة إن البنات صرن يدخلن مجالات كانت حكرا على الرجل ومنها الاستثمارات المالية وأصبحن يحققن نتائج أفضل من الرجال. وتصديقا لكلام المجلة، فقد لاحظت أن عدد المحللات الماليات في التلفزيون في تزايد مستمر وأنهن يشغلن مناصب قيادية. وتاريخيا، فقد ازدادت أعداد النساء العاملات بعد الحرب العالمية الثانية, والسبب في ذلك هو انشغال الرجال بالحرب.
والآن وقد انتهت الحرب، فإن النساء فضلن البقاء في مناصبهن بدل العودة إلى المنازل، وأصبحت المرأة في الغرب هي القوة المحركة للنمو خاصة في العقود الماضية.
ووفقا للمجلة البريطانية الرصينة، فإن النساء ساهمن أكثر في الناتج القومي المحلي من التكنولوجيا الحديثة, خاصة الهند، والصين, وهما العملاقان الاقتصاديان الجديدان.
واليوم فإن ثلثي النساء الأمريكيات يعملن وهن يمثلن نصف القوى العاملة الأمريكية، وقد بدأن يدخلن في مجالات كانت حكرا على الرجال فقط.
وقد ازداد عددهن أيضا في دول جنوب شرق آسيا حيث نجد أنه مقابل كل 100 رجل في سوق العمل، هناك 83 امرأة، وقد كن عنصرا رئيسيا في نجاح الصناعات التصديرية حيث يمثلن ما بين 60 إلى 80 في المائة في الوظائف في قطاع الصادرات مثل، الأنسجة والملبوسات.
وفي بريطانيا، فإن عدد النساء الطبيبات والمحاميات أكثر من عدد الرجال, أما في الولايات المتحدة الأمريكية فإن نحو 140 امرأة يسجلن في التعليم العالي مقابل 100 رجل فقط.
أما في السويد فالرقم أكثر من ذلك بكثير، هذا ببساطة، يعني أن المرأة ستحتل المناصب القيادية وستكون بالتالي مسؤولة عن اتخاذ القرارات في مجال الأعمال والصناعة مما يعطيها صوتا اجتماعيا وسياسيا قويا وسيجلب الاستقرار والأمن للمجتمع.
وفي منطقة الخليج، حدث تحسن لا بأس به في مجال عمل المرأة لكن مازال هناك الكثير الذي يجب عمله, فالمجتمع الذي يهمل نصفه سيكون محكوما عليه بالتخلف والانغلاق.
وفي السعودية أصبح عدد الخريجات في تزايد كبير وبالتالي أصبحن يغزون سوق العمل بصورة لم تكن معروفة من قبل ووصلن إلى مراكز مسؤولة .
والمرأة السعودية ذكية، ومثقفة وتمتلك القدرة على التقدم وعلى مواجهة التحديات، والمرأة السعودية المتعلمة لن تكون فقط أكثر إنتاجية لكنها أيضا ستكون الأقدر على تربية الأطفال وعلى تخريج جيل من الأولاد والبنات المتعلمين والأكفاء.
وللاستفادة من المهارات والمواهب الأنثوية، يجب أن يغير المجتمع نظرته للمرأة ويجب أن يزيل كل العقبات التي تعترض سبيلها في الحصول على العمل وأن يكون هذا المجتمع مرنا معها حتى تستطيع المواءمة بين العمل والأسرة.
إن المرأة السعودية ستتفوق إذا وجدت الفرصة المناسبة وأن عملها سيردم الهوة بيننا وبين الدول المتقدمة.
رئيس تحرير "عرب نيوز"
رقم الفاكس 6393223