جهاز المرور وأثر حملته في الحد من المخالفات
الكل قد لاحظ أن حملة رجال المرور ونشاطهم قبل أسبوع المرور الخليجي وأثناءه كان له أثره البالغ والواضح في الحد من حصول المخالفات المرورية التي بلغت - فيما سبق - نسباً عالية وترتب من جرائها حوادث جسيمة ألحقت أضراراً وخيمة من قتل وكسور وجروح فضلاً عن الأضرار المادية والتلف الذي يلحق بالسيارات ووسائل الحماية المرورية والإشارات إلى درجة أن الأموات بسبب الحوادث أكثر من الأموات بسبب المرض، ولا شك أن هذا جهد يشكر عليه من في الإدارة العامة للمرور وإدارات المرور والرجال العاملون في كل المناطق وفي منطقة الرياض بالذات المكتظة بالسكان والتي نشهد يومياً حجم الازدحامات والاختناقات التي تحصل في بعض الطرق والشوارع، والذي نأمل من إدارة مرور الرياض وبمساعدة الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض السعي الجاد لوضع تنظيم عملي يخفف الازدحام والاختناقات، وقد سبق لي وأن طرحت فكرة التخفيف عن طريق الملك فهد أن يجعل كلا من شارع العليا وشارع التخصصي مساراً واحداً وبشكل متعاكس، واحد باتجاه الشمال والآخر باتجاه الجنوب، وهذا بلا شك سوف يؤدي إلى تخفيف الضغط على طريق الملك فهد وهكذا بالنسبة للطرق الأخرى التي يلحظ حصول ازدحامات واختناقات فيها، وهذه الترتيبات لو اتخذت فسيكون لها دور واضح في الحد من حصول المخالفات والتجاوزات غير النظامية التي تكون سبباً في كثير من الحوادث التي تعطل السير كلية في الطريق، وكل من هذه الترتيبات والإجراءات العملية والحملات المرورية المستمرة هو تطبيق لنظام المرور بموجب نصوصه ومقاصده والذي من الضروري تطبيقه بعناية تامة كما ذكرت ذلك في مقالي السابق بعنوان ( نظام المرور وأهمية تطبيقه في الممارسات العملية ) والمنشور في هذه الصحيفة يوم السبت 11/2 /1427هـ الموافق 11 آذار (مارس) 2006 لأن العيب ليس في النظام وإنما في عدم تطبيقه بحزم وعزم صادق، ولقد ذكرت في المقال بعض الملحوظات ودعوت فيه إلى أهمية تطبيق النظام بحزم وقوة ودون أي تراخٍ وبشكل مستمر وليس على شكل حملات مؤقتة بل وحبذا لو تعاون بعض المخلصين والغيورين من المواطنين مع رجال المرور في الضبط أو الإبلاغ عن المخالفين وفق ضوابط معينة تعطى لهم (كبطاقات متعاون مع المرور) فكثيراً ما يلاحظ بعض المواطنين هذه المخالفات ويستاؤون منها ويطالبون المخالف باحترام النظام ولكن – بكل أسف – يرد عليهم بالشتم والسباب وأسهلها الاستهزاء والضحك، وهذا أمر حصل فعلاً عندما طالبت مواطناً بعدم السرعة عند إشارة المرور فضحك ضحك المستهتر غير المبالي، ويومياً ألاحظ ناحية مسكني ما يحصل من عكس السير للدخول من فتحة قريبة من المسجد من بعض السائقين تاركاً السير في المسار الصحيح لأنه يبعد أمتاراً قليلة ربما لا تتجاوز 30 متراً، وكنت أستنكر ذلك وأبدي ملاحظاتي لكن لا أحد يصغي أو يسمع باستثناء شخص وافد عندما نبهته بأخذ المسار الصحيح استجاب - على استحياء – ومثل هذا قلة، فالمواطن يجب أن يكون له دور في مساعدة رجال المرور في أداء واجباتهم بكل السبل وتشجيعهم على ذلك حتى نكون في مستوى الوعي والإدراك بأهمية احترام النظام والمحافظة على سلامة النفس وسلامة الآخرين وعدم حصول المخالفات المرورية.
وفق الله الجميع إلى كل عمل - يخدم المصلحة العامة – ويساعد رجال المرور في القيام بواجباتهم خير قيام، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.