الكمبيوتر يصيب العقول

<a href="mailto:[email protected]">dr.awad@alasmari.com</a>

هل أصبح نقل المعلومات من العقل البشري إلى الكمبيوتر والعكس في عالم الواقع؟
مع التطور التقني في صناعة الكمبيوتر، استطاع الإنسان صناعة الرجل الذي يتعامل مع إشارات الدماغ البشرية مباشرة ويتحرك بموجبها، فقد توصل العلماء إلى ترجمة بعض الإشارات التي يصدِرها الدماغ إلى موجات كهربائية، يستطيع الدماغ من خلالها التحكم بالرجل الآلي.
هل ستصبح هُناك مجموعة من الأمراض المشتركة فيما بين العقول الإلكترونية والعقول البشرية؟
مجموعة الأمراض المشتركة التي تُصيب الإنسان بواسطة "وسيط" حيواني، تكون فيها العدوى محتاجة إلى وسطين "حيويين"، الوسط الأول، جسم الحيوان، حيث ينمو الفيروس وقد لا تظهر أعراض المرض عليه، والوسط الثاني جسم الإنسان، ينمو المرض وتصيب سموم الفيروس مكونات الخلية البشرية.
فيروس حمى الضنك، مثلاً، ينتقل بواسطة نوع خاص من البعوض إلى الإنسان، وقد تسبب حمى الضنك نزيفا في الدماغ وخللا في جهاز المناعة، حيث إن هناك تحاليل مخبرية كثيرة تثبت خطورة هذا المرض على مناعة الجسم، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات في مكونات الدم والأنسجة مما يجهد القلب وينقص الأوكسجين عن الأنسجة وبذلك قد تحدث الوفاة، لا سمح الله، ولكن هذا الوباء يمكن السيطرة عليه بالمعالجة المبكرة، حيث ورد في بعض التقارير أن نسبة الوفاة بهذا المرض قد تحدث لدى أكثر من 50 في المائة من المرضى المصابين بالفيروس، لكن العناية المبكرة بالمريض تخفض الوفيات إلى أقل من 2 في المائة وكلما تمت المعالجة مبكراً نقصت نسبة الوفيات ونادراً ما تكون هناك مشاكل دماغية، ولكن نتيجة تضافر الجهود الدولية تم احتواء هذا المرض والسيطرة عليه والتقليل من خطورته.
فيروس الطيور، مثال آخر على انتقال الفيروس إلى الإنسان، حيث إن هذا الفيروس يستطيع القضاء على الكثير من الطيور، ولكنه في الوقت نفسه يستطيع ضرب قليل من البشر. انتقل الفيروس من الطيور إلى الإنسان عن طريق اللّمس، ولكن قد يُحدث وباء إنفلونزا الطيور (في المستقبل) كارثة بشرية تفوق نتائجها ما أصاب البشرية من ويلات على مر العصور. لذا فإنه يجب على الأسرة الدولية حل هذه المشكلة قبل أن يصبح هذا الوباء خارج نطاق السيطرة.
كيف نستطيع حماية عقولنا من تهديدات فيروسات الحواسيب؟
الشبه بين فيروسات الكمبيوتر والبشر قد يتعمق مستقبلاً عندما تصبح الفيروسات الإلكترونية قادرة على ضرب الدماغ البشري.
قد تكون هناك مجموعة من الأمراض المشتركة فيما بين الإنسان والحواسيب في المستقبل القريب. إنها مسألة وقت فقط، فقد يُصاب الإنسان بواسطة "وسيط" إلكتروني تكون فيه العدوى محتاجة إلى وسطين (غير) حيويين، الوسيط الأول هو دخول الفيروس ونموه، في دماغ الرجل الآلي، وقد لا تظهر أعراض المرض عليه، والوسيط الثاني دماغ الإنسان، حيث تنمو الفيروسات وتتكاثر وتتفاعل مع خلايا المخ البشرية.
آمل بألا نسمع ولا نرى هذا الداء الخبيث حتى لا تنتقل العدوى إلى أدمغة أمتنا العربية والإسلامية، فلسنا بحاجة إلى المزيد من الفيروسات التي تقضي على ما تبقى لنا من خلايا مخية عاملة، فقد أرهقتنا الكوارث المتتالية وما تمر به الأمة من أزمات، إضافة إلى أنه قد تصمم لنا فيروسات خاصة تتناسب وواقعنا الأليم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي