"سراجين وإلا ظلام"
مثل شعبي يصف حالتين متناقضتين بين التشدد والتسهيل، وكليهما غير مرغوب فيهما. هذا المثل في الواقع ينطبق على حالة تسابق رجال الأعمال وأشباههم إلى إما تحويل شركاتهم إلى مساهمة وإما العمل على تأسيس شركات مساهمة جديدة؛ وأكاد أجزم أنه لا يمر أسبوع دون أن تقع تحت يدي دراسة جدوى اقتصادية تتوج عمليات التأسيس أو التحول.
لا شك أن هذا التوجه علامة صحية تعزز من قوة سوق المال السعودية, وذلك بإتاحة الفرصة للمواطنين لقطف نجاحات تلك الشركات؛ وكل ما أخشاه في هذا التدافع أن يختلط الغث مع السمين، وأن تطغى الحالات السيئة على حالات التحول والتأسيس التي كنا نتمناها منذ زمن بعيد، وذلك بأن تسود حالات جمع أموال المواطنين بطرق غير نظامية مما يعطي انطباعا لدى العامة بالعزوف عن الحالات جميعها بما فيها الحالات الجيدة؛ وأن يصل الأمر في نهايته إلى ما حصل في المساهمات العقارية، حيث إن إساءة القلة كانت سببا في تعثر مشاريع ممتازة كان لها دور مهم في دفع عملية الاقتصاد الوطني، مما أدى إلى إيقاف جميع المساهمات العقارية الجيدة منها والفاشلة.
أرجو أن يفكر رجل الأعمال الذي ينوي تأسيس شركة مساهمة أو تحويل شركة إلى مساهمة في النقاط الآتية:
* وضوح الهدف والخطة.
* وجود فريق إداري محترف.
* مجلس إدارة قوي وأمين.
* شكل قانوني واضح.
* تاريخ حافل بالأرباح.
* أصول ملموسة ومنتجة.
*نظام محاسبي ومعلوماتي جيد.
* خدمة أو منتج جيد.
* دراسة تسويقية للخدمة والمنتج.
* تحمل تكاليف التحول.
* وأخيرا تذكر أنك لست وحدك من يملك الشركة, فلا بد من تغيير أسلوبك في الإدارة والمحاسبة والشفافية والرقابة.
لست وحدي من يخشى هذه الموجة، فلقد تلقيت رسالة من رجل الأعمال عبد الله بن صالح العثيم رئيس مجلس إدارة "العثيم القابضة" فحواها "إن الكثير من الشركات بدأت العمل على ورق للحصول على شركة مساهمة مفتوحة وجمع أموال المواطنين, وإن الكثير من الشركات غير السعودية بدأت تحاول مع سعوديين للاندماج وجمع أموال المواطنين، وإن جميع هذه الشركات تسعى إلى الاستفادة من ثوره سوق الأسهم السعودية وليس إلى تطوير وإنشاء بنية اقتصادية متينة, وإن العلاج لمثل هذه الشركات إن كانوا صادقين هو أن يبدأوا بالعمل بمفردهم أو طرح اكتتاب خاص وإذا ثبت نجاحهم على الأرض يمكن منحها للمواطنين".
أضم صوتي إلى صوت الأستاذ عبد الله، وأرجو أن تقف هيئة سوق المال بحزم وألا يتم إدراج أي شركة إلا إذا ثبت نجاحها في الماضي أو أن مستقبلها شبه مضمون, والله أعلم.