عودة الانخفاض من جديد.. واستمرار التذبذب والبحث عن قاع للسوق

<a href="mailto:[email protected]">fax4035314@hotmail.com</a>

أغلقت السوق أمس الخميس على انخفاض بمقدار 301.93 نقطة وبنسبة 2.31 في المائة عن اليوم السابق, وأغلق المؤشر منخفضا عن الأسبوع الماضي بمقدار 823.60 نقطة بنسبة 6.06 في المائة, وعن بداية العام الميلادي الحالي انخفض المؤشر العام 3.961.25 نقطة أي ما يعادل 23 في المائة. كانت السمة والصفة العامة للسوق خلال الأسبوع المنتهي هي المضاربة المستمرة اليومية, حيث تحولت المضاربات إلى يومية بدرجة كبيرة فنشهد ارتفاعا في بداية التداول ثم انخفاضا ثم ارتفاعا فانخفاضا والعكس أيضا صحيح, وكان بروز الشركات المتوسطة والمضاربة بارزا خلال الأيام الماضية وارتفعت بنسب عليا لأيام عديدة سواء كانت في القطاعات: الزراعي أو الخدمات أو الصناعي, وكان أبرز سهم منخفض خلال الأسبوع المنتهي كسهم استثماري ومؤثر في السوق هو سهم الراجحي الذي افتتح الأسبوع بسعر 400.25 ريال وأغلق أمس الخميس بسعر 335 ريالا أي بانخفاض مقداره 16.25 في المائة وهو انخفاض كبير لسهم استثماري كالراجحي, ولكن يمكن تبرير ذلك كما يظهر لنا ماليا هو مكرر ربحية سهم الراجحي الذي يقارب الآن 40 مع إغلاق الخميس (كما يوضحه موقع تداول أمس الخميس) وغالبا القطاع البنكي مكرر ربحيته دون (30) عدا بنك ساب 33.58 مرة , إذاً الراجحي يعاني من مكررات ربحية عالية تحتاج إلى تصحيح وفق معطيات السوق الجديدة والتقييم المالي الحقيقي وهذا واقعي لا شك ومفيد للسوق والسهم نفسه , لأن المستثمر يدرك أنه لن يشتري سهما مرتفعا بمكرره الربحي على الأقل في ظل عدم وجود محفزات حقيقية كبيرة له الآن أو على المدى المتوسط, لا أحد يشك في قدرة مصرف الراجحي كأرباح تحقق ونمو وتوسعات وغيره ولكن نحن نتحدث عن لغة أرقام مالية لا غير . فدخول الأموال "الذكية" المستمرة ستكون عندما نرى أن مكرر ربحية الراجحي يقترب من متوسط القطاع البنكي وكان الأسبوع المنتهي 29 مرة, وإن كان البعض يرى أن مصرف الراجحي له خصوصية خاصة حيث القوة وطابعه الإسلامي وتفضيل المستثمرين له , إلا أن الواقعية يجب أن تكون المحك ولغة الأرقام هي الفيصل دائما . أركز على "الراجحي" في تحليلي لأن الكثير استغرب من أن "الراجحي" ينحدر سعريا بهذه الصورة التي تجاوزت 16 في المائة, ولكن حين نفصل رقميا يقتنع الكثير وهذا ما أحببت توضيحه عن سهم الراجحي أحد الأسهم المؤثرة في المؤشر العام.
السوق الأسبوع الماضي كان سريعا أن نرى النسبة العليا في الشركات المتوسطة والصغيرة وكانت السيطرة في التداول لها بصورة كبيرة جدا, ولا ننسى أن الانحدار السعري لها بما لا يقل عن 60 في المائة شجع الكثير على المضاربة بكميات كبيرة وهامش ضئيل وهذه سمة السوق التي ستكون سائدة, تذبذبات محدودة وكميات كبيرة, وهذا يعني أننا سنحتاج إلى وقت ليس بالقصير حتى تستقر السوق وتأخذ منحى آخر صاعدا إن قدر لها وهو متوقع وفق المعطيات الاقتصادية التي تعيشها المملكة, يجب أن أنبه إلى أن التذبذبات والمضاربات السائدة الآن هي السمة الغالبة حتى أن المضاربين تحولوا إلى المضاربة الوقتية أي نصف ساعة وساعة نصف يوم ويوم كامل, أصبح الكثير لا يؤمن أو يثق بالسوق كمضاربات كثيرا ولا يلام بالطبع على ذلك, ولكن الصفة السائدة الآن هي المضاربات السريعة وعدم الاحتفاظ بالأسهم هو الشعار المسيطر على الكثير, لا ننسى أن المضاربة الاحترافية جدا جدا هي القوة القادمة التي تستطيع أن تفعل الكثير وتقرأ المتغيرات في السوق بما لا يستطيع الآخرون معرفته, الكثير الآن لا يهتم بأن المؤشر سيصل إلى 20 ألف أو عشرة آلاف, لأنهم مضاربون يوميا, يتبع استراتيجية معينة, من توفير سيولة دائمة, عروض بيع بربح وطلبات شراء متدنية باستمرار وبفروقات سعرية كبيرة في الشراء وقليلة في البيع, هي فترة ذهبية للمضاربين حقيقة الآن بغض النظر عن واقع السوق والمؤشرات, لكن هل هذا إيجابي لسوق مالية بحجم المملكة أن تكون هكذا؟ بالطبع أعتبرها قمة السلبية لأنها منتزعة الثقة والتوازن, لست ضد المضاربة بقدر العقلانية والتوازن والثقة لكن للأسف أن المتعاملين لا يتسمون بها الآن فكل يرى وفق مصلحته ورأيه وهو حقه .

الأسبوع القادم:

سيتسم أيضا بالتذبذب, والأدوار المتغيرة بالمضاربات, هل تتجه السوق إلى القياديات بعد مرحلة هبوط قوية (823 نقطة عن الأسبوع الماضي)؟ هل سنلامس نقطة دعم جديدة أولى وثانية؟ هل سهم الراجحي سيكمل مرحلة الهبوط؟ ماذا ستفعل "سابك" (المدير العام للسوق) و"الاتصالات" (المتفرج دائما) أو "الكهرباء" (المشاغب والمتوتر)؟ هي عوامل كثيرة ستحدث لا شك, ولكن وفق المعطيات التي سنرى, نجد أن سهم الراجحي سيكون الأسبوع المقبل نهاية مرحلة الانخفاض التي من المتوقع أن يكملها نسبيا, وسيكون فرصة للمستثمرين ورؤوس الأموال الذكية لاقتناصه مع كل انخفاض واقتراب من سعر 300 ريال فيما لو قارب هذه المستويات, "الاتصالات" لم يعد يملك من المحفزات الكثير عدا سعره المغري للاستثمار فيما لو لامس 120 ريالا سيكون مغريا ماليا وكمكررات ربحية للاستثمار, بقية السوق ستكون دورا محايدا كثيرا وتذبذبات كبيرة سنشهدها ولن تكون السمة للمضاربين الاحتفاظ، أما المستثمرون فهم الباحثون عن الفرص الاستثمارية بالشراء المقنن والمتدرج خوفا مما سيأتي, وهذه الاستراتيجية هي المثلى بعد ضخ كل السيولة في وقت واحد وسعر واحد وسهم واحد, الملاحظ أن معظم الشركات الاستثمارية وحتى المضاربية أسست نقاط دعم أكثر قوة من السابق, وأنها تؤسس ببناء حقيقي جيد, وتحتاج إلى اختبار الأسبوع المقبل في الصمود عند هذه النقاط للدعم, وأن المقاومة ما زالت تعتبر صعبة الكسر والتجاوز وهو ما يحتاج إلى زخم كبير وقوة أكبر.

التحليل الفني:

المؤشر العام
الملاحظ للمؤشر العام أن إغلاق الخميس كان إغلاقا أعلى من يوم سابق حين وصل إلى 12.611 نقطة في 24 نيسان (أبريل) الماضي, وإغلاق أمس قريب من مستوى دعم مهم وهو 12.611 نقطة وإغلاق أمس أعلى من هذا المستوى, وسيخضع للاختبار خلال بداية الأسبوع المقبل, مستوى الدعم الثاني سيكون عند مستوى 12.440 نقطة ثم عند مستوى 12.250 نقطة وهي مستويات مهمة لتحديد اتجاه المؤشر العام للسوق, المقاومة هي عند مستوى 12.854 نقطة وهي نقطة صعبة التجاوز إلا بقوة كبيرة وهائلة وهو ما لم يحدث الأسبوع الماضي حيث المؤشر بالكاد يغلق عند مستوى 13 ألفا ليومين ولكن كان واضحا حجم الضعف في الإغلاق وكان إغلاقا قسريا وغير مقنع بقوة السوق.

مؤشر RSI ما زال لا يقدم ويعطي القوة الكافية للسوق فهو دون مستوى 40 وهي منطقة شراء نسبي في أسهم ذات ربحية ويجب أن يحدد الخيار الأمثل هنا, ولكن يتضح أن قوة السوق مترددة ومحايدة وغير واضحة الاتجاه كقوة قادمة ومرتفعة لا لبس فيها, ما زلنا نحتاج إلى الوقت لتتضح الصورة.

القطاع الصناعي:
القطاع الصناعي المؤثر كثيرا في المؤشر العام من خلال شركة سابك, مستوى الدعم الآن عند 25.790 نقطة, يتضح الضعف في القطاع الصناعي كقوة مؤثرة في المؤشر العام, وحجم المضاربات يتضح من التذبذب بمؤشر الصناعة محدود جدا لعدم فاعليته بالمؤشر العام للصناعة وبالتالي السوق, ومؤشر الصناعة هو مقارب للمؤشر العام لطبيعة التحرك لسهم "سابك" المؤثر الأكبر.
مستوى السيولة ما زال يعتبر جيدا تبعا للمضاربات وما حدث في الأيام الماضية, ومؤشرRSI ما زال يعطي ضعفا وقوة غير كافية في القطاع حقيقة, وهي دون مستوى 40 وكلما اقترب من مستوى 30 أو دونها فهو مؤشر إيجابي لدخول قوة شراء أو كما يفترض .

شركة الراجحي:
مؤشر سلبية واضحة في سهم الراجحي, خروج سيولة كما يتضح في الرسم الأول, ملامسة مستوى 30 RSI بداية مرحلة تشبع بيع وبداية تفكير للشراء, الرسم الثالث كسر سهم الراجحي دعما أساسيا وهو 362 ريالا, والآن يتجه كما يتضح إلى دعم ثان 321 ريالا وأن كسرها بقوة يعني فرصة كبيرة للشراء مقارنة فيما لو وصل للدعم الثالث وهو 297 ريالا, وبذلك يكون سعره بين 300 و 320 جيدا كمكررات ربحية في السهم واستثمار مميز, وأرجو أن يكون الانخفاض ولاعتبارات تصحيحية للسعر لا أكثر.

المزيد من مقالات الرأي