العلم والعبث بالطبيعة يحدثان كوارث بيئية

[email protected]

أصبح العبث بالبيئة ديدننا بقصد أو بغير قصد. فقد أخللنا بالتوازن الطبيعي والبيئي الذي تمتع به كوكب الأرض أحقاباً عديدة, رغم أن هناك فترات من حياة كوكب الأرض تعرضت لكوارث طبيعية، ولكنها في عصور مختلفة لكي تصل إلى الاستقرار الدائم والمناسب للحياة.
في إحدى الدراسات المعتمدة على إحصائيات وكالة الطاقة الدولية, والتي قامت بها منظمة (جيرمان ووتش), وجد أن السويد تأتي في المرتبة الأولى من بين دول العالم في الحفاظ على البيئة بحكم التقنيات المتقدمة والمستخدمة في المصانع والمركبات للتقليل من انبعاث الغازات. يليها ألمانيا في المرتبة الثانية رغم وجود المصانع الكبيرة, وتأتي أمريكا في ذيل القائمة. إذ إنه وجد أن الولايات المتحدة الأمريكية أكثر دول العالم إضرارا بالبيئة, ويأتي بعدها في الترتيب أستراليا. كذلك وجد أن روسيا من أكثر دول العالم مساهمة في تلوث البيئة بعد أمريكا وأستراليا. وكانت الدراسة خاصة بانبعاث ثاني أكسيد الكربون.
مشروع هارب هل هو بداية الكارثة البيئية الكبرى؟
في مقال سابق بعنوان "الصين تقلب الموازين الاستراتيجية" تطرقت إلى سر اهتمام أمريكا بالقارة القطبية الشمالية. وخلصنا إلى أن السبب وراء ذلك السيطرة العسكرية، وليست الدراسات البيئية. ولكن عند قراءتي لتقرير بهذا الخصوص, اتضح أن هناك مشاريع أخرى أكثر ضررا بالبيئة. إذ إن هناك أبحاثا الغرض منها التحكم في البيئة للأغراض العسكرية, وخصوصاً الأماكن التي تتميز بعدم الاستقرار البيئي (وهذه الفكرة أوردها العالم الفلكي ماكدونالد في أواخر الستينيات). هناك مشروعان جباران لهما تأثيرهما المباشر على كوكبنا الأرضي.
المشروع الأول: غواصة أبحاث وضعت في أعماق المحيط لكي تخترق الجليد لتصل إلى الطرف الثاني, ولديها طاقة كبيرة جداً تمكنها من العمل لمدة تزيد على 4 سنوات. ويخشى العلماء من أن تسبب انهيارات جليدية مع مرور الزمن. كذلك أثبت العلماء أنه قد يتسبب هذا المشروع البحثي في زلازل لا تحمد عقباها. فقد يذوب جزء من الجليد, ومن ثم يزداد منسوب الماء في البحار والمحيطات لتغرق مساحات كبيرة من الكرة الأرضية.
المشروع الثاني – مشروع هارب -: والذي يقوم بإرسال موجات كهرومغناطيسية ذات ترددات عالية جداً إلى الفضاء الخارجي. قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإنشاء جهاز إرسال لاسلكياً (عملاق) في وسط ولاية ألاسكا يعمل بطاقة عالية جداً تزيد على 1 جيجا وات. والهدف المعلن من إرسال هذه الموجات, دراسة ظاهرة الشفق القطبي في المنطقة الشمالية القطبية, والتي تعد عند أغلب العلماء ظاهرة طبيعية بسبب تفريغات كهربائية في طبقات الجو العليا ذات الضغط المنخفض. يبث الجهاز طاقة عالية في طبقات الغلاف الجوي المعروفة باسم الأيونوسفير, والتي تسبب انعكاس الموجات الإذاعية اللاسلكية وردها إلى الأرض نتيجة لوجود أيونات في ذرات الهواء تأثرت بالإشعاعات الكونية.
أما الغرض غير المعلن، كما ورد في كثير من التقارير, فهو أن البنتاجون – القوات البحرية وسلاح الجو- صممت هذا المشروع لكي تتمكن من الإرسال والاستقبال في منطقة يصعب فيها استخدام وسائل الاتصالات المستخدمة حالياً. إذ إنه لا يمكن لمحطات الرادار أو المحطات الأرضية العمل عند درجات حرارة متدنية جداً. إضافة إلى أن الجليد يتراكم على الأجهزة مع مرور الزمن. وهذا بدوره يعوق الاتصال. الهدف الأساسي من المشروع استخدام طبقات الأيونوسفير لعكس الموجات لكي يتمكنوا من الاتصال بالغواصات النووية التي ذكرناها في المشروع الأول.
ما الكارثة البيئية المتوقعة من مشروع هارب؟
حذر العلماء من أن الموجات الكهرومغناطيسية لمشروع هارب ستؤثر في طبقات الغلاف الجوي, وقد يؤثر في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية. إضافة إلى تأثيرها الفسيولوجي على العقل البشري. لذا فإن معظم علماء البيئة يرون أن مشروع هارب في إعداد مشروعات الإرهاب العلمي السوداء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي