ماذا يقول أنصار العولمة ؟
رغم التقلبات السعرية التي عصفت بمؤشرات البورصات العالمية إثر مخاوف انزلاق الاقتصاد الأمريكي نحو فترة من الركود، إلا أن هناك مؤشرات على عدم انتقال عدوى الركود وانتشارها عالميا. فعلى الرغم من استمرار الأمريكان في ترديد مقولتهم الشهيرة، وهي حين يعطس الاقتصاد الأمريكي يصاب باقي اقتصادات العالم بالزكام، أعلنت الهند أنها تتوقع خلال عام 2008م نموا اقتصاديا يزيد على 8 في المائة، وقال اقتصاديون إن الاقتصاد الصيني سيحقق نموا يقارب 11 في المائة خلال العامين المقبلين.
لذلك ورغم قناعتي بأهمية الاقتصاد الأمريكي كأحد أهم مصادر نمو الاقتصاد العالمي إلا أننا قد نشهد انفصالا بين الاقتصاد الأمريكي وبين وتيرة النمو في باقي اقتصادات العالم. ويجب على مديري المحافظ الذين يديرون أصول الصناديق السيادية الخليجية أخذ هذا التغيير أو الانفصال بعين الاعتبار وعدم الارتباك أو الانجراف نحو تقديم "الفزعة" للاقتصاد الأمريكي من خلال إنقاذ شركات أمريكية من الإفلاس. فمن خلال المتابعة لمجريات الأحداث نجد أن هناك آراء أمريكية وأوروبية تطالب بالحد من تزايد نفوذ الصناديق السيادية الخليجية من خلال شرائها أصولا لشركات أمريكية وأوروبية قيادية. ووجد المشاركون العرب في منتدى دافوس أنفسهم في موقف الدفاع بسبب الانتقادات الأمريكية لسياسة الاستثمار التي تتبعها الصناديق السيادية. ويبدو أنهم يريدوننا أن نقوم بضخ السيولة اللازمة في شركاتهم الخاسرة وإنعاشها دون الحصول على حق التصويت أو المشاركة بالتخطيط لمستقبل تلك الشركات والاستفادة من خلال نقل التقنية والخبرات.
فماذا يقول أنصار العولمة؟